مركز الميزان يدين بشدة استهداف خيمة للصحافيين في خان يونس وتصاعد استهداف الصحافيين الفلسطينيين ويطالب بتوفير الحماية للمدنيين
الرابط المتخصر : https://aohrarab.com/blog/11399
مركز الميزان يدين بشدة استهداف خيمة للصحافيين في خان يونس
وتصاعد استهداف الصحافيين الفلسطينيين ويطالب بتوفير الحماية للمدنيين
تصعد قوات الاحتلال الإسرائيلي من جرائمها بحق المدنيين في قطاع غزة في سياق حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها منذ عام ونصف، ولم تستثني الصحافيين الفلسطينيين والعاملين في حقل الإعلام وعائلاتهم وممتلكاتهم ومعداتهم، وحولتهم هدفاً مباشراً لهجماتها، وتتعمد إيقاع أكبر الخسائر في صفوفهم، بهدف عقابهم وترهيبهم ومنعهم من القيام بواجبهم المهني في نقل الحقيقة، وفضح جريمة الإبادة الجماعية، في مشهد غير مسبوق في تاريخ الحروب، وكان آخر تلك الهجمات على خيمة للصحافيين في خان يونس فجر اليوم الاثنين، ما تسبب في استشهاد أحد الصحافيين وشخص آخر كان يقوم بتقديم الخدمات لهم، وإصابة عدد منهم.
وبحسب المعلومات الميدانية وإفادات شهود العيان، فقد قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بصاروخ واحد على الأقل عند حوالي الساعة 1:20 فجر اليوم الاثنين 7/4/2025، خيمة صحافيين تابعة لوكالة فلسطين، تقع بالقرب مجمع ناصر الطبي على بعد أمتار من البوابة الشرقية، و يتواجد حولها عدة خيام للصحافيين على جانبي الشارع المؤدي لبوابة مجمع ناصر الطبي الشرقية، ويتخذها الصحافيون مكاناً للعمل والراحة، أسفر الهجوم عن استشهاد الصحافي حلمي محمود حلمي الفقعاوي (29 عاماً)، ويعمل لدى وكالة فلسطين اليوم الإخبارية، كما استشهد في الحادث نفسه المواطن ويوسف خليل إبراهيم الخزندار (30 عاماً)، وهو متطوع يقوم بتقديم الخدمات للصحافيين.
فيما أصيب 8 صحافيين آخرين بجراح مختلفة، وصفت المصادر الطبية جراح 3 منهم على الأقل بالخطيرة، وهم: حسن عبد الفتاح محمد اصليح (29 عاماً)، ايهاب اياد ابراهيم البرديني (38 عاماً)، أحمد روحي عبد الحميد منصور (35 عاماً)، أحمد سعيد يحيى الأغا (38 عاماً)، عبد الرؤوف سمير عبد الرؤوف شعث (33 عاماً)، ماجد دياب غيث قديح (39 عاماً)، عبد الله فؤاد شوكت العطار (24 عاماً)، محمود محمد محمد عوض (41 عاماً).
وفي هذا السياق أفاد الصحافي لدى وكالة روسيا اليوم محمد السويركي: عند حوالي الساعة 1:20 فجر يوم الاثنين الموافق 7/4/2025، بينما كنت نائماً في خيمة للصحافين تعود لقناة nbc، ووكالة روسيا اليوم، وهي خيمة للعمل والراحة مخصصة لصحافيين بالقرب من المدخل الشرقي لمجمع ناصر الطبي، وكان معي في الخيمة كل من صامد وجيه أبو ظريفة، وطه أبو ظريفة ويعملان لدى قناة nbc، وإيهاب البرديني وهو صحافي حر، ويوسف الخزندارً وهو مساعد للصحافيين، صحوت على صوت انفجار شديد وتساقط لشظايا، وانتشر الغبار في الخيمة، وشاهدت النيران تشتعل بالقرب من الخيمة في الخارج، شعرت بالصدمة، … ذهبت مسرعا لكي أوقظ ايهاب ويوسف كنت اعتقد بأنهما نائمين، وبدأت أنادي عليهما وهزهما وخلال ذلك شاهدت دماءً تسيل من رقبة يوسف وكان بلا حراك ولا يستجيب لي، وتفقدت إيهاب فشاهدت انتفاخ في عينيه ودماء على فراشه وكان أيضا لا يستجيب وبلا حراك، بدأت بالصراخ وطلب المساعدة، حضر عدد من الأشخاص ومن الزملاء الصحافيين الذين كانوا في المكان وعلى الفور نقلوا يوسف وإيهاب إلى قسم استقبال مستشفى ناصر الطبي، وأنا ذهبت معهم، وبعد إجراء الفحوصات الطبية تبين بأن يوسف خليل الخزندار قد فارق الحياة نتيجة إصابته بشظية في الرقبة، وبأن الزميل إيهاب الفقعاوي مصاب في الرأس، وإصابته حرجة جداً وجرى نقله إلى العناية المركزة، وعلمت من الزملاء بأن القصف استهدف خيمة فلسطين اليوم الإخبارية المقابلة لخيمتنا ما أدى إلى استشهاد الصحافي حلمي الفقاوي، وإصابة عدد آخر من الصحافيين بجروح.
هذا وتستمر هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلي على الصحافيين الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي شهدت قتل حوالي (210) صحافي، وإصابة المئات من الصحافيين والعاملين في حقل الإعلام، واعتقال العشرات منهم، وحظر دخول وكالات الصحافة الأجنبية أو مراسليها، بعد مضي ما يقارب عام ونصف على جريمة الإبادة الجماعية.
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يدين بأشد العبارات الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي باستهدافها خيام الصحافيين في خان يونس وما نتج عنها من شهداء ومصابين، فإنه يؤكد في الوقت ذاته أن تكرار الهجوم على الصحافيين يعد دليلاً واضحاً على تعمد استهدافهم والتسبب بالأذى الجسدي والنفسي لهم على دورهم في الدفاع عن حقوق الإنسان، وفضح جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة إلى أن أصبحوا هم الحدث نفسه.
وبناءً عليه، يكرر المركز مطالبته للمجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف حرب الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة، ووقف الجرائم المرتكبة بحق الصحافيين الفلسطينيين والعاملين في حقل الإعلام، واتخاذ التدابير الفورية التي من شأنها توفير الحماية للصحافيين والمدنيين، وإجبار قوات الاحتلال الإسرائيلي على احترام شارة الصحافة، ودعم ومساندة الصحافيين الفلسطينيين العاملين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإنهاء الظروف غير الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع، واتخاذ التدابير اللازمة لملاحقة ومحاكمة كل من يشتبه في تورطهم بارتكاب جرائم حرب بحق الصحافيين والمدنيين، وإنهاء الحصانة التي يتمتعون بها والعمل على ضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
كما يطالب المؤسسات الدولية المعنية بالصحافيين والحريات الصحفية والإعلاميين في أنحاء العالم، إلى تعزيز تضامنهم مع الصحافيين الفلسطينيين والعاملين في حقل الإعلام في قطاع غزة وتوجيه أنشطتهم لفضح انتهاكات قوات الاحتلال بحق العمل الصحفي وحرية الرأي والتعبير وجرائمه بحق الفلسطينيين.