حوار| “البرجس”: مصر صمام أمان المنطقة.. والقضية الفلسطينية مأساة العرب – السبت 27 أبريل 2019

0 62

حوار| “البرجس”: مصر صمام أمان المنطقة.. والقضية الفلسطينية مأساة العرب

11:21 م | السبت 27 أبريل 2019

كتب: سلمان إسماعيل

أكدت مها البرجس، الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر الكويتي والأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، أن القضية الفلسطينية هي مأساة كل العرب، وأن ممارسات الاحتلال تنتهك كل حقوق الإنسان، وأن القضية ليست سياسية وإنما قضية إنسانية عالمية.
وقالت “البرجس” في حوار لـ”الوطن” إن العمل الإنساني يجب أن لا ينظر إلى الخلافات السياسية أو ينحاز لجنس أو لون أو عرق أو دين بعينه، وأضافت أن ثقافة حقوق الإنسان ليست دخلية على العالم العربي، وأنها مبادئ تخص البشرية دون تمييز، ولا يمكن تطبيقها على مجموعة من البشر وتجاهل حقوق مجموعة أخرى.
وأشارت “البرجس” إلى أهمية توجه الدول العربية نحو تقديم الخدمات التعليمية لأطفال اللاجئين وعدم الاكتفاء بالمعونات الغذائية والخدمات الصحية، مؤكدة أننا إن لم ننتبه لها الأمر فإننا سنواجه بعد 15 سنة جيلًا أميًا سيكون أسوأ من داعش.. وإلى الحوار
المرأة الخليجية احتلت أعلى المناصب.. والممارسة الديمقراطية هي من تحمي الأوطان
* كيف ترين أوضاع المرأة في الخليج؟
– المرأة في الخليج احتلت أعلى المناصب سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي والدولي وهناك عدد من الشخصيات النسائية الموجودة داخل مراكز عالية دولية واقليمية ومنهم السفيرة نبيلة الملا والدكتورة مريم العوضي، نائب الأمين العام التنفيذي لمنظمة “الإسكوا” الأسبق، والدكتورة خولة مطر، التي كانت نائب الأمين العام في منظمة الإسكوا، وتشغل حاليا منصب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، وغيرها من الشخصيات البارزة، وفي الكويت تحديدا لدينا عدد من الشخصيات الموجدات في مناصب عالية أممية، لكن هناك عددا من الأمور التي تحتاج إلى تعديل لتحسين وضع المرأة، منها إعطاء المرأة الحق في منح جنسيتها لأبنائها.
* وماذا عن الكويت تحديدًا؟
– الكويت جزء من الخليج، ولدينا مساحة كبيرة من الحريات، هناك بعض الممارسات التي نرفضها نعم، لكن بشكل عام، الممارسة الديمقراطية جيدة، والممارسة الديمقراطية هي من تحمي الأوطان في كل الأحوال، ونحن في الكويت لنا تجربة في هذا الشأن خلال فترة الغزو العراقي، وديمقراطيتنا كانت سندا لنا.
* وما أبرز إسهامات “الهلال الأحمر” الكويتي العالمية؟
– خلال 53 عامًا وصلت المساعدات التي قدمناها لأكثر من 80 دولة في العالم، وغطينا أغلب القارات، سواء آسيا وأفريقيا، أو الأمريكتين، في حالة الكوارث الطبيعية والأزمات، وآخرها المساعدات التي انطلقت لإيران بعد الفيضانات والسيول التي تضرر منها نحو 11 مليون مواطن.

1

أمين “الهلال الأحمر” الكويتي: مساعداتنا وصلت لأكثر من 80 دولة.. ويجب تعليم أطفال اللاجئين وإذا أغفلنا هذا الأمر سنواجه جيلًا أميًا أسوأ من “داعش”
* ولكن بعض الدول الخليجية تنظر لإيران على أنها عدو.. ما رأيك؟
– نحن لا نعمل في السياسة، وجنسيتنا هي الإنسانية، ومذهبنا هو الإنسانية، دون النظر لأصل أو جنس أو مذهب أو دين أو لون، ولا يوجد عندنا تفرقة بين البشر، وهذه أهم مبادئ عمل الهلال الأحمر والصليب الأحمر، ومنها الحيادية والاستقلالية، فعملنا موجه للإنسان بغض النظر عن أي شيء.
* ماذا عن نشاطكم في مناطق النزاعات المسلحة؟
– مناطق النزاعات المسلحة تحتل حيزا كبيرا من اهتمامنا، والمساعدات لا تنقطع، سواء كانت غذائية أو صحية أو تعليمية أو تأمين للأيتام، وهذه كلها دائمة ومستمرة، بالإضافة إلى الخدمات المقدمة للاجئين السوريين في الأردن وتركيا ولبنان، وكذلك اللاجئين الروهينجا في نجلاديش، الذين عانوا معاناة عظيمة، ووضعهم مأساوي للغاية.
* وهل يتوقف دعم اللاجئين على المساعدات الغذائية والصحية؟
– هناك نقطتان مهمتان بالنسبة للاجئين سواء السوريين أو الروهينجا، بالإضافة الى الدعم الإغاثي والدعم الصحي، نحن غافلون عن موضوع التعليم، وهو أمر مهم جدًا، بعد خمس أو عشر سنوات سيأتي جيل أمي، وسنعيش عصر الأمية من جديد، نحن نعيش انطلاقة نحو التقدم والتكنولوجيا، لكن في نفس الوقت هناك جيلا محروما من التعليم سواء داخل سوريا أو اللاجئين السوريين في الدول التي تستضيفهم.
* وما تأثير هذا الأمر مستقبلًا؟
– الأمر خطير كما قلت، وأنا أدعو عالمنا العربي لدعم تعليم اللاجئن، هم بحاجة لتعليم جيد، وإذا لم نعلمهم فسنواجه جيل أسوأ من داعش، جيل أمي يعاني من كل المآسي، كنت في زيارة لدار أيتام للاجئين السوريين، والتقيت طفلة عمرها 6 سنوات، قالت لي إنها من حلب، أخبرتني أن إحدى أخواتاه قد قُتلت، والثانية ذُبحت، كانت تتكلم دون أي مشاعر، وموضوع القتل أصبح سهلا، والحالة النفسية لهؤلاء ستظهر على تكوين شخصيتهم على المدى البعيد، ونحن في حاجة لتأهيلهم ودعمهم نفسيًا ومعنويًا، الإغاثة الغذائية والخدمات الصحية متوفرة، ولكن التعليم هو المهم، وهو الأساس.
* وما أبرز المعوقات التي تواجه عملكم؟
– العمل في مناطق النزاعات المسلحة خطير جدا، والمعوقات التي تواجه عملنا كثيرة، ولكننا على كل حال نحاول التغلب عليها، وإيصال المساعدات، وفي نفس الوقت ندرب المتطوعين على إيصال المساعدات بأمان، وفقدنا عدد من زملائنا من الحركة الدولية في اليمن وفي أفغانستان، والأوضاع في اليمن مأساوية، وفي كثير من الأحيان نستخدم الجمال لإيصال المساعدات، لأن الطرق دمرتها الحرب والقصف.
* هناك شعرة تفرق بين السياسة والعمل الحقوقي والإنساني.. كيف ترين الخلط بينهم؟
– هذا أمر خطير، ويُفضل أن لا يعمل الحقوقي في السياسة، وأن لا ينتمي لأي طائفة أو توجه، حتى يكون محايدًا، وصاحب مصداقية، ومتى يكون العمل الحقوقي يميل إلى طائفة أو أيدولوجية أو فكر فإنه يفقد معناه، ولا يوجد أحد بدون توجه، لكن على الحقوقي الابتعاد عن الميول، السياسية والعمل بحيادية.
* البعض يقول إن حقوق الإنسان ثقافة دخيلة على عالمنا العربي؟
– هذا الكلام غير صحيح، ثقافة حقوق الإنسان ليست دخيلة، وهي قضية عالمية، ومسألة مبادئ عامة تنطبق على الجميع، ولا يجوز التمييز بين الناس في مسألة الحقوق والحريات، لكن هناك سياسيين عربا كثيرين دخلوا على العمل الحقوقي، وهذا أمر خاطئ، أساء لحقوق الإنسان، فهي حركة عالمية، وليست مرسومة لمجموعة معينة، ولا يمكن أن أقول إنني أميل إلى المجموعة (س) ولا أدافع عن حقوق (ص)، فالحقوق للكل.
* لكنها تُستخدم للتدخل في شؤون الدول..
– الدساتير العربية منطلقة في بعض موادها من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فيما يتعلق بحرية التعبير والتنقل والدين والمعتقد، ولكن الاتفاقيات الدولية أسمى من القانون، وأغلب المحامين في قضايا الدفاع يعتمدون على الاتفاقيات الدولية، والتزام الدول بالاتفاقيات ليس رضوخًا لأحد، وليس تدخلا في الشؤون الداخلية، لكن الانتهاكات الموجودة والأوضاع التي تكون مأساوية في بعض الأحيان هي التي تدفع الأمم المتحدة للتدخل أو الكلام وتسليط الضوء عليها.

1

إذا انحاز العمل الحقوقي إلى طائفة أو أيدولوجية فإنه يفقد معناه.. والتزام الدول بالاتفاقيات ليس رضوخًا لأحد وليس تدخلًا في شؤونها
* في الآونة الأخيرة ظهرت بعض التصريحات التي تهدف لتعكير العلاقة بين مصر والكويت.. كيف ترينها؟
– دائما ما تنشب المناوشات بين الإخوة، لكن هناك مشاعر في العلاقة بين الكويت ومصر، وهي ليست علاقة وليدة، فمصر، وهذا للتاريخ، كانت هي التي تدفع رواتب المدرسين المصريين في الكويت لتعليم أبناء الكويت، ومصر فتحت باب الابتعاث للطلبة الكويتين مع إعفائهم من الرسوم وكان تعليمهم مجانًا في ثلاثينيات القرن الماضي، ولا يمكن أن ينسى الكويتيون هذا، مصر هي أم الدنيا، ولها معزة كبيرة عندنا، ونحن نعتبرها صمام أمان للمنطقة كلها، وأي شيء يصيب مصر لا قدر الله، سيؤدي لانهيار المنطقة كلها، وإذا خرجت تصريحات من هنا أو هناك فيمكن أن نشبهها بالعتب من كثر المحبة.
* وما هي أكبر مأساة إنسانية ترينها اليوم؟
– المأساة الأكبر في العالم هي مأساة الشعب الفلسطيني الذي يعاني أسوأ احتلال عرفه البشر، هذا الشعب يتعرض كل يوم لممارسات تمييزية بغيضة وفصل عنصري واعتداء على أراضيه ببناء المزيد من المستوطنات، وهناك جيل عمره 15 سنة عاش أربع حروب في قطاع غزة، محرومون من التعليم، ويعانون من نقص في الأدوية على الدوام، يبنون مدرسة ويقصفها الاحتلال، والممارسات الإسرائيلية هي قضية انتهاك لحقوق الإنسان بكل المعاني، وكل انتهاكات حقوق الإنسان يعاني منها الشعب الفلسطيني، بدءًا من الحق في التعبير، مرورًا بالممارسات السالبة للحرية والتي تصل بعض أحكام السجن فيها لـ300 عام، والاعتداء على حرية ممارسة الشعائر الدينية للمسلمين والمسيحيين، والإسرائيليون متهمون بجرائم الحرب.
* لكن ألا ترين أن القضية الفلسطينية تراجعت في أجندة الاهتمامات العربية؟
– مع الأسف هذا هو الوضع، والقضية تراجعت لأن المآسي صارت أكبر، والبعض يعتبر أن وضع الشعب اليمني أسوأ من وضع الفلسطينيين تحت الاحتلال، لكن قضية فلسطين ليست قضية سياسية، ولكنها قضية إنسانية عالمية، والفلسطيني في قطاع غزة لا يستطيع الذهاب إلى رام الله، والوضع في غزة أسوأ من المأساوي، وبالنسبة لنا كعرب، فمأساتنا هي القضية الفلسطينية، يجب ألا ننساها، ويجب أن تكون على رأس أجندتنا رغم كل المآسي.

***

للاطلاع على المقالة بموقع جريدة الوطن الالكتروني من خلال الرابط التالي:

https://www.elwatannews.com/news/details/4134576

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد