كلمة الأستاذ علاء شلبي رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان…في افتتاح أعمال المؤتمر الوطني الثامن للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان 11 – 13 نوفمبر/تشرين ثان 2022
كلمة الأستاذ علاء شلبي
رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان
في افتتاح أعمال المؤتمر الوطني الثامن
للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
(11 – 13 نوفمبر/تشرين ثان 2022)
الزميلات والزملاء الأعزاء – أعضاء المؤتمر الوطني الثامن
يطيب لي – باسمي واسم زميلاتي وزملائي أعضاء مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان – أن أهنئكم بانعقاد المؤتمر الوطني الثامن، وأتوجه بالشكر لقيادات الرابطة على دعوتهم لي للمشاركة في افتتاح أعمال المؤتمر، والذي نتمنى له كل التوفيق والسداد في نهوض الرابطة برسالتها واستدامة دورها التاريخي في بلدنا الغالي تونس الحبيبة، والتي لطالما كانت سباقة عربياً وأفريقياً في تقديم النموذج البارز لقوة وأهمية دور المجتمع المدني، والمكانة العالية التي تحظى بها حركة حقوق الإنسان في مسيرتها الملهمة.
ومن نافلة القول أن أشير إلى اعتزاز المنظمة الكبير عبر مسيرتها التاريخية ،، التي ستبدأ عامها الأربعين خلال أقل من شهر ،، الاعتزاز بالتحاق الرابطة التونسية بعضوية المنظمة منذ العام 1987، سيما وأن الرابطة التي تأسست منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي هي أقدم منظمات حقوق الإنسان على المستوى العربي، ولطالما كانت الرافد المهم لنمو حركة حقوق الإنسان على الصعيد العربي.
اعتزاز يمتد ايضاً للشراكة المؤسسية التي جمعت المنظمة والرابطة في تأسيس المعهد العربي لحقوق الإنسان في العام 1989 والشراكة المستمرة في إدارته والعمل الدائم لمساندة رسالته، ليكون المعهد المنارة المهمة لنشر ثقافة حقوق الإنسان في ربوع منطقتنا.
الزميلات والزملاء الموقرين
في ضوء التقاليد والمنهجية التي تتبناها المنظمة العربية لحقوق الإنسان، يهمني أن أثمن حرص الرابطة الدائم على تبني مبادئ الحكم الديمقراطي الداخلي والعمل الجماعي والشفافية والمساءلة، وذلك من خلال دورية انعقاد المؤتمر الوطني، وتحقيق التناوب والتداول المؤسسي الذي يضمن لمنظمات حقوق الإنسان صحة التوجه ونزاهة الأداء والحياد الموضوعي الذي يستدعيه نبل رسالتها.
أهتم بالإشارة لهذا الأمر في ضوء حاجتنا الماسة في الحركة الحقوقية العاملة في منطقتنا العربية لضبط وتأمين نزاهة الأداء الحقوقي، خاصة عندما يختص البعض منا بالعمل في مجالي الحماية والدفاع اللذين يتطلبان أعلى درجات الدقة والموضوعية والتوازن، وهو ما تزداد حاجتنا إليه باضطراد في ضوء الصعوبات المتزايدة التي تعم منطقتنا.
الزميلات والزملاء الموقرين
لا مراء أن جهودكم المقدرة لتعزيز حماية واحترام حقوق الإنسان في تونس تبقى دائماً موضع تطلع رفاقكم في حركة حقوق الإنسان العاملة في منطقتنا، كما أن جهودكم وابداعاتكم الهادفة لتعزيز مسيرة ونهضة بلدكم في سياق الأزمات وفترات الانقسام والاضطراب هو درس ملهم يتم السعي للاستفادة منه، وكان حصولكم على جائزة نوبل أمر مستحق بجدارة.
ولقد قدم لنا العقد الأخير في مسيرتنا تحديات جسام في سياق التدهور واسع الانقسام والاضطراب والتحديات والصراعات الأهلية، ودائماً ما وضعنا في مسار خيارات صعبة، ولقد سعينا للتغلب على ذلك عبر الحفاظ على توازن دقيق بين التمسك برسالتنا في حماية حقوق الإنسان وبين دعمنا للثوابت والمصالح الوطنية الأصيلة.
وإذ نقدر حجم العبء الكبير الملقى على عاتقكم في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها تونس الحبيبة، تبقى آمالنا كبيرة في الرهان على دور الرابطة وتجنيد خبراتها المتراكمة في ترسيخ دورها كدرع واقي في مواجهة كل محاولة للتراجع عن مكتسبات حقوق الإنسان التي تحققت عبر نضالات وتضحيات كبيرة، قدمتموها مع أقرانكم في المجتمع المدني التونسي.
أطيب التمنيات بالتوفيق والسداد لمؤتمركم، وكل الدعم لمواقفكم واختياراتكم.
* * *