بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، الميزان يصدر تقريراً حول أوضاع النساء ولاسيما الصحة الإنجابية في ظل حرب الإبادة الجماعية

0 26

بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، الميزان يصدر تقريراً

حول أوضاع النساء ولاسيما الصحة الإنجابية في ظل حرب الإبادة الجماعية

 

بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، أصدر مركز الميزان لحقوق الإنسان تقريراً ميدانياً يستعرض من خلاله حجم العنف النفسي والجسدي الذي تعرضت له النساء خلال حرب الإبادة الجماعية التي تواصلها قوات الاحتلال للشهر الرابع عشر على التوالي وتستهدف خلالها المدنيين وممتلكاتهم والمرافق الصحية والمستشفيات، وتحظر مرور الأدوية والمهمات والوفود الطبية. وتواصل الهجوم على المنازل السكنية والبنايات ومراكز الإيواء ومرافق البنية التحتية، واقتحام المناطق السكنية وأوامر الإخلاء المتكررة، وتشديد الحصار وعرقلة دخول المساعدات والسلع والبضائع لاسيما الغذائية والأساسية.

ويشير التقرير إلى أن الهجمات العسكرية واسعة النطاق تطال الفئات الضعيفة، ولاسيما الأطفال وكبار السن والنساء، وتتعمد تدمير المقومات الأساسية الضرورية لبقائهم. وتواجه النساء الحوامل ظروفاً كارثية، وتتضاعف معاناتهن جراء تدمير المنظومة الصحية، لا سيما الخدمات المخصصة للصحة الجنسية والإنجابية، وحرمانهم من الوصول إلى مراكز الرعاية الصحية بعد إخراج المستشفيات والعيادات والصيدليات عن الخدمة، وتعطل المختبرات والأجهزة الطبية، وقطع الكهرباء ومنع دخول المواد المخبرية.

وتحرم النساء من الحصول على الخدمات المتعلقة بأمراض النساء المرتبطة بالحمل، ورعاية ما قبل الحمل وما بعد الولادة، والوقاية من العنف، خاصة في ظل شح السلع والبضائع الأساسية، وعدم قدرتهن على توفير المواد الغذائية الغنية بالبروتينات، والحصول على المكملات الغذائية، وتوفير مواد التعقيم ووسائل منع الحمل، وتوفير أدوات خاصة بالاحتياجات اللازمة للحفاظ على الكرامة الشخصية من مستلزمات النظافة وغيرها.

ويورد التقرير مقتطفات من إفادات مشفوعة بالقسم حجم المخاطر التي تتعرض لها النساء بعد أن اضطررن لوضع مواليدهن في أماكن لا تتوفر فيها أبسط المقومات كأن تضع مولودها في الشارع وهي على عربة كارو.

يستعرض التقرير انعكاس تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية في قطاع غزة على الحقوق الإنجابية للنساء، خاصة في شمال قطاع غزة، وتظهر أثر العمليات العسكرية وأوامر النزوح، واستهداف المنظومة الصحية على حياة الحوامل والنساء المرضعات والمواليد، وتفاقم أوضاعهن النفسية نتيجة القلق والخوف وعدم شعورهن بالأمان.

ويظهر التقرير تحلل قوات الاحتلال من اتخاذ أي تدابير لتجنب قتل النساء أو إصابتهن، وهذا ما يوضح السبب في أن حوالي 70٪ من الشهداء هم من النساء والأطفال، وإذا أضفنا إليهم كبار السن والمرضى تتضح حقيقة ما ترتكبه قوات الاحتلال من إبادة جماعية تستهدف عموم السكان ولا تقتصر على مواجهة الفصائل المسلحة.

تظهر الحقائق التي استعرضها التقرير، والتي استندت على إفادات النساء والأطباء والطبيبات، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف المدنيين والنساء الحوامل والنفاس بالقصف وإطلاق النار، واستهدفت المنازل السكنية ومراكز الإيواء، وتضاعف المخاطر على حياة وصحة النساء، خاصة النساء الحوامل اللواتي هن بحاجة إلى مراجعة دورية للمستشفيات والعيادات والخضوع للفحوصات والحصول على الرعاية الصحية.

ويظهر التقرير أن استهداف المنظومة الصحية، ومنع أو تقييد الحركة والتنقل للمركبات وسيارات الإسعاف، وحظر مرور ارساليات الأدوية، وتدمير المستشفيات والصيدليات والمختبرات هدد حياة النساء والأجنة والمواليد على حدٍ سواء، وباتت النساء الحوامل يعانين من النقص الواضح في أوزانهن وأوزان المواليد جراء جريمة التجويع التي تمارسها قوات الاحتلال على مدار أكثر من عام.

إن طبيعة المرأة الفسيولوجية جعلتها تتفرد في كون معاناتها مضاعفة في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية والاستهداف الواسع والمتعمد للمدنيين، وتتعرض للاستهداف والقتل بشكل يتنافى مع قواعد القانون الدولي الإنساني الذي يوفر لها الحماية، ويشدد على أهمية احترام الموظفين المخصصين لإدارة وتشغيل المرافق الصحية التي تقدم خدماتها للنساء، ويحظر اتخاذ أي من التدابير التي من شأنها عرقلة ارساليات الإغاثة بما فيها الأغذية الضرورية، والملابس، والمقويات المخصصة للأطفال دون الخامسة عشرة من العمر، والنساء الحوامل أو النفاس.

ويطالب التقرير في خاتمته بـ:

  1. المجتمع الدولي بالقيام بواجباته والتدخل العاجل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإنهاء الحصار المفروض على القطاع، وإجبار قوات الاحتلال على احترام حرمة المنشآت الطبية، والكف عن استخدام التجويع كسلاح، والعمل الفوري لإعادة التيار الكهربائي لقطاع غزة.
  2. المجتمع الدولي باتخاذ التدابير الفورية لترجمة رأي محكمة العدل الدولية الاستشاري والقاضي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي للأرض الفلسطينية المحتلة، وعدم الاعتراف بالوقائع التي يخلقها على الأرض أو آثارها.
  3. منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الدولية الأخرى والمجتمع الدولي الإسراع في توفير المعدات والأجهزة الطبية في المراكز والعيادات وضمان توفير المساعدات والمواد الغذائية والمقويات وحليب الأطفال للمواليد وتوسيع حجم الدعم للمنظومة الصحية وتوفير الوقود والمواد المخبرية واللوازم الصحية.
  4. هيئات الأمم المتحدة وخاصة المعنية بالمرأة، تكثيف جهودها في المناصرة وتسليط الضوء على واقع المرأة وتنظيم زيارات إلى قطاع غزة للوقوف على حجم الانتهاكات والعنف الذي تتعرض له النساء.
  5. مؤسسات المجتمع المدني برفع مستوى التنسيق فيما بينها وتقديم الدعم الصحي وتوفير الأدوية الأساسية الخاصة بالصحة الإنجابية والجنسية والمساهمة في توفير المواد الضرورية للنظافة الشخصية، ومياه الشرب والمواد الطبية للنساء خاصة الحوامل والمرضعات، وتقديم الدعم النفسي أمام هذه الضغوط، وتوفير مساحات آمنة لهن في مراكز ومخيمات الإيواء.

انتهى

 

للاطلاع على التقرير على الصفحة الإلكترونية، اضغط هنا

للاطلاع على التقرير بصيغة (PDF)، اضغط هنا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد