جنيف في ٧ ديسمبر/كانون أول ٢٠٢٤
ندوة حول الهجرة واللجوء فى مصر والمنطقة العربية
على هامش مشاركتها في فعاليات الدورة ٣٩ للجنة الأمم المتحدة لحماية العمال المهاجرين وأفراد اسرهم
عقدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان ندوة حول الهجرة واللجوء فى مصر والمنطقة العربية فى 6 ديسمبر/كانون أول 2024، وذلك بمقر نادي الصحافة السويسري فى جنيف.
أدار الندوة الأستاذ محمد راضي المدير التنفيذي للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، وشارك فيها كل من د. أيمن زهري الخبير في دراسات السكان والهجرة وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، والأستاذ علاء شلبي رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان.
وافتتحت أعمال الندوة الأستاذة إيزابيل فالكونييه مديرة نادي جنيف للصحافة، والتى رحبت بالمنظمة العريقة ذات الأربعين عاما وذات الإسهام الكبير، ورحبت بالحضور الصحفي فى الندوة، والتى تأتى فى توقيت هام من حيث أهمية الموضوع الذي بات يشكل هما عالميا كبيرا مع الارتفاع الملحوظ في أعداد اللاجئين والنازحين والمهاجرين على مستوى العالم، والأضرار المترتبة على تلك الظاهرة.
وفي التمهيد، وجه الأستاذ محمد راضي الشكر لنادي الصحافة السويسري على الاستضافة، مؤكدا اهتمام المنظمة القوي بمخاطبة الإعلام الدولي، وخاصة الأوروبي الذي يشارك بلداننا العربية الاهتمام بقضايا اللجوء والنزوح والهجرة المتزايدة، حيث أن المنطقة العربية منطقة طاردة للهجرة، كما انها منطقة منشأ وعبور، وكذا مقصد مثل الوضع في مصر، وكل ذلك يأتي كنتائج مباشرة للاحتلال الأجنبي والنزاعات والاضطرابات التى تشهدها المنطقة.
ومن جانبه، أوضح الأستاذ علاء شلبي أنه يرفض مصطلح الهجرة الشرعية، ويفضل استخدام مصطلح الهجرة غير النظامية حيث تتمتع حركة الأشخاص والبضائع من الشمال للجنوب بحرية الحركة والدخول، ولا يتمتع أبناء بلدان الجنوب بهذا الحق.
وحول منابع أزمة اللاجئين والنازحين والمهاجرين فى المنطقة العربية، فهي تتركز وتبدأ بداياتها مع قضية الاحتلالات الأجنبية، وخاصة فلسطين التي تتعرض لشتى الفظاعات والجرائم، وكذا نتيجة النزاعات المسلحة الداخلية، حتى أصبح ما يقارب النصف من عدد اللاجئين والنازحين على مستوى العالم يأتي من المنطقة العربية فقط.
وأكد شلبي أن دول المنطقة لا تستطيع تحمل أعباء الأزمات المتتالية، ويجب تطبيق مبدأ تقاسم الأعباء على المستوى الدولي، موضحا أنه ومنذ تأسيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان عام 1983 اهتمت بقضية اللاجئين والنازحين كظاهرة خطيرة تهدد حقوق الإنسان، ونظرا لطبيعة عمل المنظمة إقليميا، واختصاصها بالدفاع على حقوق الإنسان فى المنطقة العربية، وتوزيع منظماتها العضوة والافرع فى أغلب الدول العربية فقد نهضت بأدوار مهمة في الدفاع عن اللاجئين ومساعدة طالبي اللجوء، منوها بدور المنظمة في تقديم الدعم الفني لمراقبي الجامعة العربية في سوريا ٢٠١١، وتقييم الاحتياجات الإنسانية خلال الحرب الأهلية على نحو ساعد مؤسسات الأمم المتحدة، فضلا عن تشجيع تقديم مؤسسات الهلال الأحمر العربية الدعم للمنكوبين داخل سوريا وفي كل من الأردن ولبنان وتركيا.
كما استثمرت المنظمة وجود أمانتها العامة بالقاهرة وقدمت تجارب ثرية لدعم مجتمعات اللاجئين عبر مراكز الخدمة المجتمعية والتأهيل المهني وتأهيل ضحايا العنف وإلحاق الأطفال المتسربين بالتعليم.
ومن جانبه، بدأ د. أيمن زهري مداخلته بالتأكيد على قدم ظاهرة اللجوء والنزوح فى المنطقة العربية بداية من قضية اللجوء الفلسطينية وولاية منظمة الاونروا، وبعدها تأسيس المفوضية السامية لشئون اللاجئين واتفاقية اللجوء ١٩٥١، وقبل بداية الالفية كان نسبة اللاجئين والنازحين العرب لم تكن كبيرة، ولكنها ارتفعت مع الألفية الجديدة باحتلال العراق وحدوث الانفجار فى الأعداد بشكل كبير مع الربيع العربي.
وأكد على أهمية ظاهرة الهجرة على مستوى العالم لحركة السكان والعمالة كظاهرة ايجابية، وانضم لرأي أ. علاء شلبي فى ضرورة استخدام مصطلح الهجرة غير النظامية، وتأثيرها على الاقتصاد العالمى ولكن لديها الجانب السلبي من هجرة العقول والكفاءات خاصة فى الدول العربية بعد استثمار الدول العربية فى تعليم ابنائها كهجرة الاطباء من مصر وتونس.
وقدم د. زهري شرحا وافيا بالاحصاءات لموجات الهجمات واللجوء منذ عقد السبعينيات في القرن الماضي، موضحا التحولات المرتبطة بعوامل الاقتصاد والسياسة والأمن والمناخ التي تتغير تأثيراتها من عقد إلى آخر وفقا لهذه العوامل، مع بيان التنامي المفزع في الأرقام من وإلى المنطقة، ومدللا بنموذج مصر بصفة رئيسية.
وفي الختام، أكد رفضه اتجاه أوروبا الى تحريك حدودها الى جنوب المتوسط لحماية نفسها من ظاهرة الهجرة غير النظامية واللجوء وطالب بتقاسم الاعباء على المستوي الأممي وتحمل الدول الغنية لمسئولياتها.
وفى الختام، شكر أ. محمد راضي المتحدثين على المداخلات والمشاركين على الاستماع والاسئلة والشكر للنادي السويسري للصحافة على الاستضافة.
***