فتحي رضوان
فتحي رضوان
زعيم سياسي مصري مرموق، خاض كل معـارك الاستقلال والتحريـر الوطني محامياً فذاً، وسياسياً قديراً، وكاتباً مرموقاً، وأديباً موهوباً، كما خاض معارك الحرية في الوطن العربي رئيساً للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، التي شارك في تأسيسها، وتولى قيادتها.
ارتبط منذ شبابه بالقضايا العامة، وشارك في النشاط السياسي والحزبي، ورأس الحزب الوطني الجديد الذي أسسه مصطفى كامل، وأصدر صحيفة باسم اللواء الجديد عام 1944، وقد اعتقل في العهد الملكي ثلاث مرات وظل في أخرها رهن الاعتقال حتى أفرجت عنه ثورة يوليو 1952، وتقلد بعدها العديد من المناصب الوزارية، حتى عام 1958 حيث تفرغ للاشتغال بالكتابة والمحاماة.
أمضى حياته مدفعاً عن قضايا الحريات، وعن ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان بصرف النظر عن انتماءاتهم الفكرية والسياسية، وأكد في جميع القضايا السياسية والاجتماعية التي تصدى لها على صفحات الجرائد، أو في مؤلفاته أو في مرافعاته أمام القضاء على قيم الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية معتبراً كفالة حقوق الإنسان واحترام الكرامة الإنسانية أموراً لصيقة بالإنسان لا يجوز النيل منها تحت أي دعاوى. وتكبد في سبيل ذلك الكثير حيث قضى فترات من حياته في السجون والمعتقلات كان آخرها إبان أحداث سبتمبر/أيلول 1981، حينما اعتقل بينما كان في السبعين من عمره.
إضافة لمرافعاته البارزة في أكبر قضايا تاريخ مصر الحديث، فقد ألف أكثر من ثلاثين كتاباً في مجالات الفكر والأدب والسياسة والتاريخ، وآثر أن يحيا حياة بسيطة ومتواضعة، واحتفظ بحيويته في المشاركة في الأنشطة العامة حتى وافته المنية، بعد حياة ألهب خلالها حماس عدة أجيال.
شُيع جثمانه في جنازة شعبية مهيبة شاركت فيها جميع فئات الشعب والتيارات السياسية المختلفة وعدد من الوزراء العاملين والسابقين وبعض أعضاء مجلس قيادة ثورة يوليو وعدد من كبار الكتاب والفنانين. وقد كرمته الأمة بدفنه بمقبرة الزعيم مصطفى كامل ومحمد فريد اعترافاً بالمكانة التي كان يتمتع بها في وجدان شعبه.
* * *