بيان صحفي … قوات الاحتلال تواصل جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة .. وتجعل من المدنيين والصحافيين هدفاً مباشراً لهجماتها
بيان صحفي
قوات الاحتلال تواصل جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة
وتجعل من المدنيين والصحافيين هدفاً مباشراً لهجماتها
يستنكر مركز الميزان لحقوق الإنسان بأشد العبارات مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي جريمة الإبادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، لا سيما تعمد الهجوم المتكرر على الصحافيين، وكان آخر جرائمها في هذا السياق مهاجمة عربة البث المباشر التابعة لقناة القدس اليوم، ما تسبب في استشهاد خمسة من الصحافيين.
ووفق المعلومات التي جمعها باحثو المركز، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية عند حوالي الساعة 1:05 من فجر الخميس الموافق 26/12/2024، عربة من نوع مرسيدس ” بيضاء اللون ” مخصصة للبث المباشر تتبع لقناة القدس اليوم الفضائية، بينما كانت متوقفة بجانب مبني إدارة مستشفى العودة، التي تتبع لجمعية العودة الصحية، الكائن في مخيم النصيرات من المحافظة الوسطى، ما تسبب في قتل 5 صحافيين جميعهم يعملون في قناة القدس، والشهداء هم: المصور أيمن نهاد عبد الرحمن الجدي (28 عاماً)، المراسل فيصل عبد الله محمد أبو القمصان (27 عاماً)، والصحفي إبراهيم جمال إبراهيم الشيخ علي (38 عاماً)، ويعمل في قسم المتابعة الإخبارية، والصحفي فادي إيهاب “محمد رمضان” حسونة (22 عاماً)، ويعمل محرر فيديو، و محمد إياد خميس اللدعة (23 عاماً)، ويعمل كمحرر فيديو، وتسبب القصف في إصابة مواطنين اثنين أحدهما يعمل في المستشفى، كما لحقت أضرار مادية في المستشفى وممتلكات المواطنين المجاورة.
وبحسب إفادة الصحافي مؤمن سمير القريناوي، ويعمل مصور لقناة الجزيرة، وكان متواجداً لحظة وقوع الحدث: “عند حوالي الساعة 12:00 من فجر اليوم الخميس الموافق 26/12/2024، كنت على رأس عملي ومتواجداً عند بوابة مستشفى العودة، وكان معي زميلي المصور الصحفي أيمن الجدي الذي يعمل لصالح قناة القدس اليوم … جلست أنا وأيمن عند سيارة البث الفضائي التابعة لقناة القدس اليوم، وبعد فترة قليلة تركته وتوجهت إلى داخل المستشفى، وبعد حوالي ساعة، سمعت صوت انفجار قوي فخرجت على إثره حاملاً كاميراتي لتصوير ما ظننته في البداية بأنه استهداف لأحد الأماكن القريبة من المستشفى، فشاهدت ألسنة النيران تتصاعد من سيارة البث الفضائي، والتي يتواجد بداخلها زملائي الصحافيين، كانت النار تأكل السيارة بمن فيها وكان الجميع يقف عاجزاً عن إطفاء النيران، إلى أن وصلت سيارة الدفاع المدني بعد حوالي 20 دقيقة، استشهد كل من كان داخل عربة البث وهم خمسة صحافيين جميعهم أصدقائي ومن بينهم أيمن، كنا نعمل دائماً في ظروف غاية في الصعوبة لنقل حقيقة ما يحدث على أرض الواقع.
هذا وتواصل قوات الاحتلال جرائمها المنظمة بحق الصحافيين الفلسطينيين، بهدف منعهم من مواصلة عملهم في نقل حقيقة ما يحدث على أرض الواقع. وتهاجم قوات الاحتلال الصحافيين بالرغم من وضوح هويتهم، التي تميزها شارة الصحافة الظاهرة على ستراتهم وخوذاتهم ومركباتهم ومعداتهم الصحفية، كما هاجمت عدد كبير من عائلات الصحافيين في عمليات قصف مباشرة لمنازلهم ومنازل ذويهم، دون أي مبرر سوى إيقاع الأذى البليغ بهم وبأسرهم، وفي محاولة لردعهم ومعاقبتهم على استمرارهم في نقل الحقيقة، وفي الوقت ذاته تمنع منذ أكتوبر 2023، وحتى الآن الطواقم الصحفية الدولية من الوصول إلى غزة لتغطية ما ترتكبه من جرائم.
وبحسب آخر احصائيات رصدها مركز الميزان، فإن قوات الاحتلال قتلت منذ أكتوبر 2023، وحتى الآن (231) صحافياً وعاملاً في حق الإعلام، من بينهم (28) صحافية، فيما يشير مكتب الإعلام الحكومي إلى أن (399) صحافي أو عامل في حقل الإعلام أصيبوا بجروح، واعتقلت (42) آخرين.
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يدين بأشد العبارات الجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق المدنيين الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة، لا سيما الهجمات على الصحافيين الفلسطينيين في قطاع غزة، فإنه يطالب بضرورة تحرك المجتمع الدولي، وبشكل عاجل، من أجل وقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وإنهاء الظروف غير الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، ووضع حد لمعاناة كثر من 2 مليون فلسطيني تمارس بحقهم الإبادة.
والمركز إذ يطالب المحكمة الجنائية الدولية باتخاذ خطوات فعالة وعاجلة للتحقيق في الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال لا سيما تجاه الصحافيين الفلسطينيين، فإنه يحث الدول الأطراف في المحكمة الجنائية والمجتمع الدولي بالقيام بواجبها في ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين ومن أمروا بارتكاب هذه الجرائم، واتخاذ التدابير الفورية التي من شأنها توفير الحماية للصحافيين والمدنيين.
كما يدعو الميزان صحافيي العالم وكل حر وشريف حول العالم إلى التحرك لوقف جريمة الإبادة الجماعية، وضمان أن تتخذ الدول التدابير الكفيلة بإنهاء الاحتلال تطبيقاً للرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية، وملاحقة كل من يشتبه بارتكابهم جرائم حرب.
انتهى