السودان … استمرار العنف والأعمال العدائية في مناطق متعددة من البلاد .. المنظمة تدين جرائم الحرب والاستهداف المباشر للمدنيين وتقويض فرص الحياة 

0 9

القاهرة في 3 فبراير/ شباط 2025

 

السودان

استمرار العنف والأعمال العدائية في مناطق متعددة من البلاد

المنظمة تدين جرائم الحرب والاستهداف المباشر للمدنيين وتقويض فرص الحياة 

 

تعرب المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن قلقها العميق لاستمرار أعمال العنف التي تطال المدنيين كل يوم في السودان، وتورط طرفي النزاع وحلفائهم من المجموعات المسلحة في ارتكاب أعمال عدائية وقتل للمدنيين لمجرد الشك في الانتماء إلى الطرف الآخر، وتعمد تدمير كل سبل وفرص الحياة في البلاد. وتتابع المنظمة عن كثب الأوضاع المتأزمة في السودان منذ اندلاع النزاع بين قوات الجيش ومليشيات الدعم السريع في أبريل/ نيسان 2023.

وشهدت الأيام العشرة الماضية استهداف ميليشيا الدعم السريع للمستشفى السعودي بالفاشر شمالي دارفور والتي تُرجح المصادر أنها أدت لمقتل قرابة 70 شخصاً وإصابة عدد غير معلوم، واستهداف سوق امدرمان شمالي الخرطوم الذي أدى لمقتل نحو 60 شخصاً وإصابة نحو 150 آخرين.

وأشارت مصادر إلى جرائم ارتكبتها ميليشيات حليفة للجيش في بلدة “أم روابه” شمال كردفان عقب استعادة السيطرة عليها، فضلاً عن معلومات قيد التدقيق بشأن ارتكاب ميليشيات حليفة للجيش إعدامات في مناطق بالعاصمة الخرطوم بعد استعادتها من قبضة الدعم السريع.

فخلال العشرة أيام الماضية شهدت السودان أعمال عنف متفاقمة في أكثر من منطقة راح ضحيتها 200 شخص على أقل تقدير وفق التقديرات الأولية، وهي تقديرات قابلة للزيادة نتيجة تدمير أغلب مرافق الصحية وندرتها وضعف كفاءتها.

وتزايدت وتيرة العنف مع سيطرة أو فقد السيطرة لأي من طرفي النزاع، فيعود كل طرف إلى استخدام الأسلحة الثقيلة والقصف المستهدف لأي تجمعات دون تمييز بين المحاربين والمدنيين، وهو ما يسفر عن سقوط ضحايا مدنيين بالعشرات، في وقت تتزايد حدة المجاعة وانتشار الأوبئة التي تفتك بالعشرات من المواطنين غير المنخرطين في النزاع، وفي مقدمتهم كبار السن والأطفال والنساء وأصحاب الأمراض المزمنة، وفي ظل شح المواد الغذائية وعدم إمكانية وصول المساعدات إلى المناطق المتاخمة لأماكن الصراح والمخيمات.

فلا تزال أعمال العنف مستمرة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور منذ الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على المدينة، حيث تعرضت المناطق السكنية إلى قصف مكثف من قبل مليشيا الدعم، وطال القصف مخيمات النازحين خاصة معسكر “زمزم” ومعسكر “ابو شوك”، والذي أسفر عن مقتل عدد من النازحين، وكذلك استمرت الغارات الجوية من قبل قوات الجيش والمجموعات المشتركة المتحالفة معها على مناطق أخرى مما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين.

وتشير المصادر الأممية إلى ارتفاع عدد النازحين في البلاد إلى 14 مليون شخص، فيما يبلغ عدد اللاجئين السودانيين في الخارج أكثر من ثلاثة ملايين، بينهم 1.2 مليون في مصر، و1.1 مليون في تشاد، بينما تشير التقديرات المستقلة إلى مقتل نحو 200 ألف شخص نتيجة الحرب، نصفهم على الأقل من المدنيين غير المنخرطين في النزاع.

ويبقى المجتمع الدولي عاجزاً عن وضع حد لتفاقم الأزمة الإنسانية وسقوط الضحايا المدنيين غير المنخرطين في النزاع في السودان، ولا يزال المشردون السودانيون يعتمدون على أقرانهم في توفير المساعدات اللازمة للبقاء على قيد الحياة، فيما تصل المساعدات الإنسانية الدولية بصورة نادرة للنازحين في بعض قليل من مناطق النزوح.

وترى المنظمة أن الحاجة لقيام المجتمع الدولي بوضع آلية جادة وفعالة للمساءلة والمحاسبة تبقى ضرورية وجوهرية للضغط على المتحاربين ودفعهم لوقف القتال، سيما وأن الإجراءات التي اتخذتها بعض الأطراف الدولية بصورة منفردة لم تصب في صالح وقف النزاع، وفي بعض الأحيان شكلت نوعاً من الضغوط على أحد الأطراف لصالح الطرف الآخر.

 

* * *

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد