فلسطين المحتلة .. المنظمة تدين العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية وتطالب المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسئولياته في وقف العدوان وحماية المدنيين
القاهرة في 11 فبراير/شباط 2025
فلسطين المحتلة
المنظمة تدين العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية
وتطالب المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسئولياته في وقف العدوان وحماية المدنيين
تدين المنظمة العربية لحقوق الإنسان العدوان العسكري الواسع الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 21 يناير/كانون ثان 2025 على الضفة الغربية بشكل عام ومناطق شمال الضفة الغربية بشكل خاص، وتركز ضد مخيمات اللاجئين الفلسطينين على نحو يُنذر بمحاولة تنفيذ جريمة التهجير القسري للسكان والتمهيد لتنفيذ مخطط إبعاد سكان الضفة الغربية والقدس المحتلتين نحو الأردن.
واستهدف العدزوان الإسرائيلي بشكل خاص مدينة جنين ومخيمها وبلداتها بداية من 21 يناير/كانون ثان، ومدينة طولكرم منذ 27 يناير/كانون ثان، وطوباس منذ 2 فبراير/شباط، فيما أسمته بـعملية “الجدار الحديدي”.
واجتاحت قوات الاحتلال مدينة جنين، بإسناد جوي وتحليق كثيف لطيران الاحتلال، وفرضت طوقًا كاملًا حول المدينة ومخيمها، وفرضت حصاراً مطبقاً، حيث أغلقت آليات الاحتلال ودباباته مداخل المدينة. واستخدمت معبر الجلمة الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال في شمال مدينة جنين لتعزيز وجودها العسكري ومرور الأرتال العسكرية والجرافات. وشهد المخيم حالات نزوح واسعة النطاق للعائلات، بالتزامن مع هدم الجرافات الإسرائيلية لعشرات المنازل والمنشآت المدنية، كما أحرقت عددًا كبيرًا من المنازل، واعتقلت العشرات من داخل المخيم، وأدت العمليات العسكرية إلى انقطاع كامل للكهرباء في المخيم.
وفي مدينة طولكرم ومخيمها، لا تزال الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية متواصلة، حيث داهمت المنازل والمحال التجارية ،وجرفت الشوارع ودمرت البنية التحتية، وأجبرت قوات الاحتلال مئات السكان على ترك منازلهم والنزوح قسرًا تحت تهديد السلاح، كما شنت طائرات الاحتلال عدة غارات على المدينة ومخيمها.
وشهد مخيم نور شمس التابع للمدينة اجتياحًا واسعًا، وعمليات إطلاق نار متعاقبة واشتباكات مسلحة عنيفة على مدار أكثر من أسبوعين من العدوان، وهو ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا، من بينهم مقتل امرأتين في 9 فبراير/شباط 2025، إحداهما حامل في شهرها التاسع.
بينما شهدت مدينة طوباس منذ 2 فبراير/شباط اعتداءات مماثلة، ففي بلدة طمون ومخيم الفارعة، لا يزال حظر التجوال ساريًا، فيما يواجه السكان أزمة مياه بسبب تدمير شبكات المياه.
وتدين المنظمة بشدة الأوامر التي أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي في 10 فبراير/شباط 2025، بتوسيع أوامر إطلاق النار بالضفة الغربية، وقتل أي فلسطيني سواء كان مسلحًا أم لا.
ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أسفرت العملية العسكرية في جنين وطولكرم وطوباس حتى 6 فبراير/شباط 2025، عن استشهاد (39) فلسطينيًا، بينما قدر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عدد القتلى حتى 8 فبراير/شباط 2025 بـ (44) شهيدًا، بينما أصيب أكثر من مائتين آخرين، فضلًا عن عرقلة الاحتلال جهود الهلال الأحمر الفلسطيني في تقديم الغذاء والدواء وخدمات الطوارئ، وأفادت جمعية الهلال الأحمر في 4 شباط/فبراير الجاري أن قوات الاحتلال أوقفت سيارة إسعاف على مدخل مستشفى ثابت ثابت الحكومي في طولكرم، واحتجزت طاقم الإسعاف.
ولقد اقترن اجتياح بلدات ومدن الضفة الغربية، بعمليات هدم وإخلاء قسري واسع النطاق، حيث وثق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية العديد من عمليات الهدم العقابية، ففي 29 يناير/كانون ثان 2025، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلاً في حي شويكة بمدينة طولكرم، ما أدى إلى تهجير عائلة مكونة من أربعة أفراد، بينهم امرأة وطفل، وكان المنزل مملوكًا لرجل فلسطيني قتلته قوات الاحتلال الإسرائيلي في مايو/أيار 2024، واتهمته سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالتورط في هجوم إطلاق نار أدى إلى مقتل جندي إسرائيلي في نوفمبر/تشرين ثان 2023.
وفي 30 يناير/كانون ثان، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلاً في مدينة قلقيلية، ما أدى إلى تهجير عائلتين تضمان سبعة أشخاص، بينهم امرأتان وطفلان، ويعود المنزل لمواطن فلسطيني استشهد بقصف إسرائيلي بتاريخ 3 أغسطس/آب 2024 في مدينة طولكرم، واتهمته بالتورط في هجوم إطلاق نار في قلقيلية أدى إلى مقتل مستوطن إسرائيلي في يونيو/حزيران 2024.
كما تدين المنظمة مواصلة الاحتلال تنفيذ الأنظمة التخطيطية التقييدية والتمييزية التي يطبقها الاحتلال في المنطقة (ج) والقدس الشرقية، بهدف منع الفلسطينيين من الوصول إلى الاحتياجات الأساسية، ويعد هدم المنازل التي ليس لها تصاريح بناء صادرة من سلطة الاحتلال السبب الرئيس للتهجير.
ولقد وثق مكتب تنسيق الشئون الإنسانية خلال الفترة ما بين 28 يناير/كانون ثان حتى 3 فبراير/شباط 2025، هدم (38) مبنى مملوكًا للفلسطنيين في المنطقة (ج)، و(5) في القدس الشرقية، حيث أدى هدم المنازل إلى تهجير 79 شخصًا، بينهم 44 طفلاً.
ومن بين النازحين، ثلاث عائلات أُجبرت على هدم منازلها في مناطق جبل المكبر وصور باهر وأم طوبا في القدس الشرقية، وأربع عائلات في خربة الدير في المنطقة (ج) بمحافظة بيت لحم، حيث هدمت قوات الاحتلال مبانيها السكنية. كما تأثر أكثر من (170) شخصًا من جراء هدم مصادر رزقهم وغيرها من المباني في مختلف أنحاء الضفة الغربية.
وإذ تدين المنظمة جرائم الاحتلال وخاصة هدم المنازل والإخلاء القسري، والتي شهدت تزايدًا غير مسبوقًا خلال العامين الماضيين، حيث هدمت المنازل أو أجبرت أصحابها على هدم أكثر من (430) مبنى في القدس الشرقية، أكثر من نصفها منازل، الأمر الذي أدى إلى تهجير أكثر من 1200 فلسطيني، بما في ذلك 590 طفلاً، حيث كانت منطقتا جبل المكبر وسلوان الأكثر تضررًا، فإن المنظمة تجدد إدانتها للسياسات الاستيطانية الإحلالية الإسرائيلية، التي تهدف إلى تهجير الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني والإستيلاء على أراضيهم، لصالح المستوطنين، وتطالب المنظمة المجتمع الدولي مجددًا بالاضطلاع بمسئولياته في إلزام الاحتلال الإسرائيلي بالامتثال للقرارات الدولية ذات الصلة، وتدعو الإدعاء العام للمحكمة الجنائية الدولية لوضع هذه الجرائم محل اهتمام التحقيقات.
* * *