مركز الميزان يدين بشدة تدمير إسرائيل ما تبقى من الجرافات والآليات الهندسية المدنية المنقذة للحياة في قطاع غزة

0 3

مركز الميزان يدين بشدة تدمير إسرائيل ما تبقى من الجرافات والآليات الهندسية المدنية المنقذة

للحياة في قطاع غزة

يدين مركز الميزان لحقوق الإنسان بأشد العبارات مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدافها الممنهج لكل مقومات الحياة في قطاع غزة، لا سيما ما من شأنه إنقاذ حياة الأبرياء وتخفيف آثار الجرائم الإسرائيلية المتواصلة، والتي كان آخرها عمليات القصف الإسرائيلية المركزة مساء أمس الاثنين، وفجر اليوم الثلاثاء والتي طالت المعدات والآليات والجرافات المدنية الحيوية المتبقية في محافظات خان يونس، وغزة، وشمال غزة، والتي تُستخدم في العمليات إنسانية لإزالة الركام وإنقاذ الجرحى، وانتشال جثامين الشهداء الموجودة تحت الأنقاض منذ بداية الحرب قبل ثمانية عشر شهراً، عندما قصفت قوات الاحتلال المنازل على رؤوس ساكنيها، والتسوية البسيطة للطرق المهمة التي جرى تدميرها، والتعامل مع الأوضاع البيئية والصحية الكارثية التي يعيشها القطاع نتيجة حرب الإبادة المستمرة.
وبحسب المعلومات الميدانية، ففي ساعات متأخرة من مساء الإثنين وفجر اليوم الثلاثاء الموافق 22/4/2025، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بعدة صواريخ عددا من الآليات الثقيلة والمعدات تعود ملكيتها لبلدية غزة وعدد من الشركات الخاصة، حيث تعود ملكية 3 جرافات مستهدفة لشركة عابد للمقاولات، والتي كانت متوقفة خلف عمارة الجاردن وسط مدينة غزة، و3 كباشات وحفار، تعود ملكيتها لشركة لودر التي تعمل لصالح مؤسسة الهيئة العربية لإعادة الإعمار والممولة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، بالإضافة إلى 3 كباشات تبرعت بها جمهورية مصر العربية وكانت متوقفة بالقرب من منتزه البلدية في شارع عمر المختار وسط مدينة غزة، حيث كانت قد أدخلت لقطاع غزة عبر معبر رفح أثناء وقف إطلاق النار في شهر فبراير و3 كباشات، تعود ملكيتها لشركة صبرة للمقاولات، كانت متوقفة بشارع الثلاثيني بحي الصبرة وسط المدينة.
وفي محافظة شمال غزة، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بصاروخ على الأقل مرآبا للآليات والمعدات تابعا لبلدية جباليا النزلة، ما تسبب في تدمير 10 جرافات تبرعت بها جمهورية مصر العربية وسمح بدخولها أيضا أثناء وقف إطلاق النار، وصهريج لنقل المياه المحلاة، وصهريج لنقل السولار، وكاسحة صرف صحي، وسيارة لضغط الصرف الصحي، وتراكتور لجمع النفايات.
وفي محافظة خان يونس، شنت الطائرات الحربية عدة غارات وقصفت بعدة صواريخ جرافات وآليات ثقيلة، تعود لشركة جورج الخاصة، في بلدة القرارة بمدينة خانيونس، كما قصف الاحتلال كباشا ومركبات ثقيلة، بالقرب من بنك فلسطين وسط خانيونس مما أدى لاشتعال النيران فيها.
ووفقا للمعلومات فإن الكباشات والجرافات التي جرى استهدافها كانت تستخدم في في العمل الخدماتي والإنساني حيث كانت تعمل على انتشال جثامين ورفات الشهداء من تحت الأنقاض، وكذلك في عمليات فتح الطرق لتحسين سرعة الاستجابة، كما استفادت منها بلديات محافظة الشمال في تسوية الأراضي لإنشاء مخيمات إيواء للنازحين، وفي عمليات نقل الجثامين من المقابر الجماعية في محيط مستشفى كمال عدوان. ولم تلعن قوات الاحتلال مكان مبيت الكباشات داخل كراج بلدية جباليا النزلة، بأنها منطقة إخلاء أو أنها منطقة عسكرية خطرة. إن عمليات الإنقاذ الآن باتت مصابة بشلل، وطواقم الدفاع المدني أصبحت عاجزة عن إخراج العالقين آو الجثامين من تحت الركام بعد أن جرى قصف تلك الآليات.
هذا ويعاني قطاع غزة من نقص حاد في الآليات الهندسية على مدار سنوات الحصار السابقة، بفعل مماطلة قوات الاحتلال في إدخال المعدات الحديثة وقطع الغيار اللازمة للصيانة، وبسبب الهجمات الحربية واسعة النطاق التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في سياق حرب الإبادة الجماعية، وتدمير عشرات المعدات، حيث تناقصت أعدادها بشكل كبير وأصبحت من الموارد النادرة والمحدودة، وأثرت على الاستجابة الإنسانية من أجل إنقاذ حياة العالقين تحت ركام المنازل المدمرة، ما تسبب في وفاة الآلاف دون النجاح في الوصول إليهم. أثناء اتفاق وقف إطلاق النار كان هناك اتفاق على إدخال المعدات التي يحتاجها القطاع من مصر، وبترتيبات إنسانية تمت خلال فترة وقف إطلاق النار عبر الجهود القطرية المصرية، حيث جرى إدخال عدد منها، لتقوم الطائرات الإسرائيلية بتدميرها.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الآليات كانت تستخدم في إزاحة آلاف الأطنان من النفايات من الطرق حول مساكن المواطنين، والآن باتت إزاحة هذه النفايات مهمة مستحيلة، كما أنه ومع دخول فصل الصيف وبقاء هذه النفايات في الشوارع والأماكن العامة بالإضافة إلى بقاء جثث الشهداء تحت الأنقاض، الذين تقدر وزارة الصحة عددهم بنحو 10000 مفقوداً تحت الأنقاض، سيسبب انتشار الأمراض والمكاره الصحية، ما ينذر بكارثة صحية وإنسانية وشيكة.
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يدين بشدة تدمير قوات الاحتلال للمعدات والآليات المنقذة للحياة، والتدمير الممنهج الذي تواصله للمنشآت والمعدات الحيوية التي لا غنى عنها لحياة السكان المدنيين، فإنه يؤكد في الوقت ذاته أن سلوك قوات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة لشل الجهود الإنسانية وعرقلة عمل الطواقم المدنية من خلال استهدافهم واستهداف معداتهم، يأتي ضمن نهج متعمد لتكريس الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، ومنع الحد الأدنى من الخدمات الأساسية بهدف إلى إيقاع أكبر الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين، والدفع بقطاع غزة ليكون غير قابل للحياة، ومكاناً للموت والدمار.
يعيد مركز الميزان مناشداته للمجتمع الدولي بضرورة التدخل العاجل لوقف الإبادة الجماعية، وتوفير الحماية للمدنيين وللمنشآت والمعدات والآليات بالغة الحيوية في ظل حرب الإبادة الجماعية، وللعاملين في المجال الإنساني والإغاثي، واتخاذ خطوات عملية وفورية لإجبار إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على الامتثال لقواعد القانون الدولي الإنساني ووقف عدوانها، وإنهاء الحصار، والعمل الفوري على إدخال المعدات والآليات اللازمة لتمكين فرق الإغاثة والدفاع المدني والبلديات من أداء مهامهم الإنسانية في ظل الانهيار الشامل للبنية التحتية والخدمات الأساسية في القطاع دون أي عوائق، وضمان تحقيق المساءلة على الجرائم المتواصلة التي ترتكبها في حرب ابادتها الجماعية التي تشنها على الشعب الفلسطيني ومقدراته.
ويشدد المركز مرة أخرى على أن صمت المجتمع الدولي عن هذه الجرائم يشكل غطاءً لاستمرارها، ويقوض منظومة العدالة الدولية، ويشجع على الإفلات من العقاب.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد