كلمة الأستاذ “علاء شلبي” رئيس مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان في افتتاح أشغال المجلس الوطني الـ12 للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان

0 33
كلمة الأستاذ علاء شلبي
رئيس مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان
في افتتاح أشغال المجلس الوطني الـ12 للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان
(الرباط 25 أبريل/نيسان 2025)
الصديق والأخ الموقر الأستاذ الحسن الإدريسي
الزميلات والزملاء الموقرين أعضاء المجلس الوطني للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان
السيدات والسادة الموقرين
                   سلام الله عليكم ورحمته وبركاته،،
باسمي واسم الزميلات والزملاء أعضاء مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان، يطيب لي أن أهنئكم بانعقاد المجلس الوطني الثاني عشر لمنظمتكم الرائدة، والتي نتشرف بعلاقاتنا التاريخية مع مؤسسيها، ونفتخر بعضويتها معنا منذ التأسيس، ونسعد بإسهاماتها الجياشة في النضال لتحقيق رسالتنا المشتركة لتعزيز احترام حقوق الإنسان في منطقتنا الشاسعة وجوارها.
وأُثمن عالياً دعوتكم الكريمة لي للمشاركة في جلسة الافتتاح، وهو ما يعد تأكيداً للإشعاع الإقليمي لمنظمتكم الغالية وترسيخاً لوشائج العلاقة الأخوية والروابط المؤسساتية التي تجمعنا.
وأحييكم على الالتزام بدورية انعقاد المجلس الوطني لمنظمتكم الموقرة، والذي يرسخ ما نتشاركه من التزام بالعمل الجماعي والمشاركة في صناعة القرار والالتزام بمبادئ الحكم الديمقراطي الداخلي والشفافية والمساءلة.
السيدات والسادة الموقرين
من الواجب أن نبدأ بتوجيه التحية والتقدير للأباء المؤسسين الذين أرشدونا إلى الطريق، وأخص منهم بالذكر الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي والبروفيسور المهدي المنجرة والأستاذ عمر عزيمان والسفير علي أومليل والدكتور عبد الله البناني والأستاذ عبد الله الولادي، وأعبر عن اعتزازي بالتعاون النشط في فترة ولايتي مع المناضلين الأعزاء من قيادات منظمتكم الموقرة، وأحيي الأعزاء الأستاذة أمنة بوعياش والدكتور محمد النشناش والأستاذ بوبكر لركو والأستاذ الحسن الإدريسي، داعياً الله أن يبارك في أعمارهم ويكلل جهودهم المتواصلة بالتقدم والازدهار.
السيدات والسادة الموقرين
شكلت مسيرة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان منذ تأسيسها 1988 نموذج نجاح وإلهام استفادت منه حركة حقوق الإنسان في منطقتنا العربية، فكما تدركون – كان الرعيل الأول من حركتنا الحقوقية يتشاركون دوافع الضحية ويجتهدون للتخلص من إرث الاستبداد، وكان لتشبثهم بالمهنية والموضوعية والحياد السياسي أثره المهم في تقديم تجربة ثرية، أسهمت تدريجياً – كما في بلدنا الغالي المغرب – في تحقيق الانتقال السلس والتحول الجذري في تبني القيم والممارسات الإيجابية، وهي التحولات التي تكثفت بجدارة في الحقبة التي ساهم فيها الأباء المؤسسون لمنظمتينا في قيادة المغرب وإنجاز الانتقال المنشود، وتوفير العديد من الدروس المستفادة التي جرى استلهامها في الإصلاحات الإضافية في العام 2011.
وقدمت منظمتكم دروساً مهمة في الجمع ما بين قوة الاحتجاج وقوة الاقتراح، على النحو الذي يستجيب للتحديات الوطنية والإقليمية الكبرى، ويؤسس لمساحة الشراكة والتكامل مع مختلف أصحاب المصلحة، وهو ما هيأ لإنجاح التحولات وضمان استدامتها والقدرة على معالجة ما تبدى من إشكاليات في التطبيق.
السيدات والسادة الموقرين
تمر رسالة حقوق الإنسان اليوم بتحديات عالمية كبرى، ومن المؤسف أن تتضاعف هذه التحديات يوماً بعد يوم، فبعد قرابة 80 عاماً على تأسيسه، يواجه النظام الدولي الراعي لحقوق الإنسان امتحان يهدد استمراريته، ويضع حركتنا العالمية لحقوق الإنسان في عين العاصفة.
وبطبيعة الحال، فلا يزال هذا النظام الدولي فاشلاً بفجاجة في اختبار العدالة الكونية على أرض فلسطين المحتلة التي يكابد شعبها آخر قلاع الاستعمار الاستيطاني العدواني، والذي يعمل شكل حثيث لاقتلاع أشقائنا مما تبقى لهم من جذور.
فبعد ثمانية عقود من نضال طويل للتخلص من إرث الانتهاكات البغيض، وبعد أكثر من ثلاثة عقود من نجاح العالم في وقف جريمة الإبادة الجماعية في رواندا ويوغوسلافيا السابقة، فها هي أم الجرائم التي يجب أن يتصدى لها الجميع – ومن دون إذن – تطل علينا من جديد من خلال البث الحي على شاشات التلفزة الدولية ووسائل التواصل.
وفضلاً عن الصراع حول العالم، يتراجع النظام الدولي متعدد الأطراف ويعاني نظام الأمم المتحدة من تهديدات كبرى، تنال أيضاً من مكتسبات المنظومة الأممية لحقوق الإنسان، ومخاوف على مستقبل التنمية المستدامة والتغير المناخي والصحة العالمية والهجرة والعدالة الرقمية.
تفرض هذه الإخفاقات تحديات إضافية عسيرة على كاهلنا، وخاصة في منطقتنا التي تعاني ويلات الاحتلالات الأجنبية والنزاعات الأهلية والإرهاب وصعوبات التنمية.
السيدات والسادة الموقرين
تشكل هذه التحديات دافعاً قوياً لمضاعفة وتكثيف جهودنا والبناء على المكتسبات التي حققناها عبر أربعة عقود من النضال، والتحرك النشط في أبواب الأمل المشرعة.
فعلى سبيل المثال، أثمرت الجهود القانونية الغالية التي يبذلها أخوتنا الحقوقيين في فلسطين زلزالاً عالمياً بالمعنى السياسي، حيث شكل إنتاجهم المهني الرصين أساساً لشبه الإجماع الدولي على إدانة العدوان الإسرائيلي، وهي نماذج لصدمات إيجابية تدفع النظام الدولي نحو تصحيح اختلالاته – أجلاً أو عاجلاً، وكان سبباً حاسماً في قبول محكمة العدل الدولية النظر في دعوى الإبادة الجماعية، وأيضاً في إصدار المحكمة الجنائية الدولية قرارات توقيف بحق المعتدين.
السيدات والسادة الموقرين
أختم بالتعبير عن أطيب التمنيات بدورة ناجحة للمجلس الوطني لمنظمتكم الموقرة، والاعتزاز بما حققه بلدنا الغالي المغرب بمساهماتكم وكافة الزملاء في الحركة الحقوقية، ومتعهدين باستمرار التعاون النشط وتعزيز ما بيننا من روابط لخدمة غاياتنا المشتركة.
أطيب التمنيات بدوام التوفيق والازدهار.
* * *

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد