في اليوم العالمي لحرية الصحافة … مركز الميزان يطالب المجتمع الدولي بحماية الصحافيين والصحفيات، واتخاذ تدابير فورية لوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة

0 83

في اليوم العالمي لحرية الصحافة
مركز الميزان يطالب المجتمع الدولي بحماية الصحافيين والصحفيات،

واتخاذ تدابير فورية لوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة

تمر الذكرى الثانية والثلاثون لليوم العالمي لحرية الصحافة ، فيما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وتقترف انتهاكات جسيمة ومنظمة بحق الصحافيين/ات والعاملين/ ات في حقل الإعلام في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتتنوع الجرائم المقترفة بحقهم ما بين الهجمات المباشرة وغير المباشرة من الطائرات الحربية، أو القصف المدفعي، أو إطلاق النار من القناصة، أو من خلال الطائرات المسيرة، والاعتقال، وتحويلهم هدفاً حربياً لها.
وتتسبب هذه الاعتداءات بشكل مباشر في قتل الصحافيين/ ات، أو إصابتهم بجراح متفاوتة تفضي في كثير من الأحيان إلى إعاقات حركية، وتعتقلهم تعسفياً من منازلهم أو أماكن عملهم أو من خلال حواجز التفتيش التي تنصبها عند إجبار السكان على مغادرة مناطق سكناهم، وتعتدي عليهم بالضرب، أو تخّرب المعدات الصحفية والمركبات التابعة لوسائل الإعلام أو مركباتهم الشخصية، وتقصف وتدمر المنشآت الإعلامية ومقرات وسائل الإعلام، وتقرصن ترددات البث للإذاعات أو الفضائيات الفلسطينية، وتواصل منع دخول الصحافة الأجنبية إلى قطاع غزة، وتتخذ كل التدابير الممكنة لمنع الصحافة المحلية من الوصول إلى مناطق الأحداث لمنع تغطية ما يجري على الأرض.
وبصورة غير مباشرة، يعاني الصحافيون/ات والعاملون/ات في حقل الإعلام من استمرار انقطاع التيار الكهربائي وضعف خدمة الانترنت والتلوث الصوتي العام المُصاحب لحرب الإبادة، إلى جانب متطلبات الحياة اليومية القاسية التي فرضتها قوات الاحتلال على سكان قطاع غزة، والتي جعلت من توفير أساسيات العيش مثل الغذاء والماء تحدياً يومياً لهم ولأسرهم، في ظل حصار خانق وظروف معيشية متدهورة، ما يتسبب في الحد من قدرتهم على العمل والتغطية الصحفية الحرّة ونقل حقيقة الجرائم التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وتشير حصيلة عمليات الرصد والتوثيق التي ينفذها مركز الميزان لحقوق الإنسان في قطاع غزة، إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت (255) من الصحافيين/ات والعاملين/ات في حقل الإعلام، من بينهم (31) صحافية، وذلك خلال الفترة من 7/10/2023 وحتى 3/5/2025، ومن بينهم (21) صحافي وصحافيّتين اثنتين استشهدوا خلال العام الجاري 2025. وتفيد المعلومات المتاحة للمركز عن إصابة (409) صحافي وصحافية خلال الفترة نفسها بجراح متفاوتة، واعتقال (48) آخرين.
وحول حادث استهداف خيمة للصحافيين واستشهاد ثلاثة صحافيين وإصابة سبعة آخرين بالقرب من مستشفى نصر في مدينة خان يونس، أفاد الصحافي المصاب عبد الرؤوف شعث (33 عاماً)، المركز، بما يأتي:
أعمل كصحفي حر، وأتواجد في مجمع ناصر الطبي بخان يونس لمتابعة الأحداث وتصوير الشهداء والجرحى، بوصف المستشفى مكاناً آمناً، ومعي الكثير من الصحافيين، ونبيت في خيام على مداخل المستشفى كي نظل قريبين من الأحداث.. عند حوالي الساعة 1:20 فجر يوم الاثنين 7/4/2025، وبينما نمت في خيمة للصحافيين تقع قرب المدخل الرئيس الشرقي للمجمع.. استيقظت فجأة على صوت انفجار وتناثر شظايا في المكان، خرجت مسرعاً من الخيمة وفوجئت بمشاهدة النيران تشتعل في خيمة وكالة فلسطين اليوم المقابلة لمكاني مباشرة، بدأت بتصوير الحدث من خلال كاميرا الهاتف المحمول.. شاهدت الصحافي أحمد منصور مراسل وكالة فلسطين اليوم يجلس على كرسي خلف مكتب في الخيمة المستهدفة والنيران تشتعل بجسده، شعرت بالصدمة، أنهيت التصوير وذهبت مسرعاً نحوه في محاولة لإنقاذه، اقتربت منه وحاولت سحبه من بنطاله وأرجله، لكن البنطال تمزق في يدي من شدة اللهب الذي طال جسده، انتقلت إلى زاوية أخرى مبتعداً عن النيران محاولاً سحبه، لكني لم أتمكن من شدة اشتعال النيران.. حضر عدد من الزملاء الصحافيين وعدد من المتواجدين في المكان، وبدأنا بسكب زجاجات ماء على النيران، حتى تمكنا من إخماد جزء من جسده.. أخرجته بمساعدة الزملاء.. حينئذ شعرت بدوار وسقطت أرضاً ولم أدرِ بنفسي.. أفقت لأجد نفسي في قسم الاستقبال، وأخبروني أني مصاب بحروق في أصابع يدي اليمنى، وذلك خلال محاولتي إنقاذ أحمد، وطمأنني الأطباء على حالتي الصحية.. علمت بأن القصف أدى إلى استشهاد الصحفي حلمي الفقعاوي، بينما كان في خيمة فلسطين اليوم، واستشهاد يوسف الخزندار ويعمل مساعداً للصحافين في الخيمة المقابلة والتي تعود لوكالة روسيا اليوم ووكالة “nbc”، بالإضافة إلى إصابة عدد من الزملاء بجراح متفاوتة من بينهم إصابات حرجة.. وفيما بعد علمت باستشهاد الزميل الصحافي أحمد منصور متأثراً بجراحه..
في حين تعرضت عشرات المؤسسات والمقرات الإعلامية والمركبات الخاصّة بها، للضرر الكلي والجزئي، فيما تكبد قطاع الإعلام خسائر قدرت بنحو 400 مليون دولار، بشكل أولي، وتشمل تدمير مقرات عمل المؤسسات الإعلامية وفروعها المختلفة وأدواتها ومستلزماتها من فضائيات وإذاعات ووكالات إخبارية ومراكز إعلامية تدريبية، خلال الإبادة الجماعية، وذلك حتى تاريخ إصدار البيان .
وتجدر الإشارة إلى التقييد الممنهج والمتصاعد للمتحوى الذي ينشره الصحافيون الفلسطينيون عبر منصات التواصل الإجتماعي والمتعلق بما يجري على أرض الواقع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بهدف حجب الحقيقة ومنع وصولها إلى الرأي العام، بما ينعكس سلباً على الحق في الوصول إلى المعلومات وتداولها.
في اليوم العالمي لحرية الصحافة، يعرب مركز الميزان لحقوق الإنسان عن تعازيه الحارة من أسر ومؤسسات الصحافيين/ات الذين سقطوا في سبيل نقل الحقيقة، كما يتمنى الشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين منهم، ويحيي الصحافيين/ات الفلسطينيين/ات والعاملين/ات في حقل الإعلام على مواصلتهم جهودهم وتضحياتهم في سبيل مواصلة التغطية وفضح انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية.
ولمّا كان اليوم العالمي لحرية الصحافة مناسبة للتضامن مع وسائل الإعلام التي يمارس بحقها القمع وتحرم من حقوقها، وإحياء ذكرى الصحافيين/ات الذين ضحوا بأرواحهم من أجل نقل الحقيقة للرأي العام؛ وفي الوقت الذي حولت فيه إسرائيل الصحافيين ومؤسساتهم هدفاً مباشراً لهجمتها الحربية، فإنّ مركز الميزان يطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل للتحقيق في الجرائم الإسرائيلية المُرتكبة بحقّ الصحافيين/ات الفلسطينيين/ات العاملين/ات في حقل الإعلام في الأراضي الفلسطينية عامّةً وقطاع غزة على وجه الخصوص، واتخاذ التدابير الفورية من أجل وقف جريمة الإبادة الجماعية التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزة، وتوفير الحماية للعاملين/ات في حقل الإعلام، ومحاسبة الجناة.
ويهيب المركز بالصحافيين والصحافيات ومؤسساتهم حول العالم بضرورة تعزيز التضامن مع الصحافيين/ات العاملين/ات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، للضغط على حكوماتهم للتحرك الجدي من أجل وقف جريمة الإبادة الجماعية، ومواصلة العمل على فضح الجرائم الإسرائيلية الموجهة ضد الصحافيين ووسائل الإعلام، وضد الحريات الصحافية، وبحق المدنيين الفلسطينيين وحقوق الإنسان بشكل عام.

انتهى

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد