خير الدين حسيب

0 71

خير الدين حسيب

 

          مفكر قومي، بارز رهن حياته لتحقيق حلم أمته في النهضة والحرية والوحدة والكرامة. لم يخالجه الشك يوما في قدرة أمته على النهضة حتى وسط أقسى لحظات الإحباط، أو في قدرتها على الوحدة حتى وسط أشد لحظات الانقسام، أو قدرتها على النصر وسط أسوأ لحظات الهزيمة.

          لكن بخلاف كثير من المفكرين الذين يبثون رؤاهم للتقدم في عقول الجماهير ووجدانهم، ترجم حسيب هذه الأحلام إلى مؤسسات حتى أصبح، بحق “صانع المؤسسات”. بدأ بمركز دراسات الوحدة العربية” الذي تحول من نبتة صغيرة في العام 1979 إلى شجرة وارفة الظلال، تُظل عشرات من المؤسسات الثقافية والعلمية المهمة، وتلهم غيرها من العديد من مؤسسات العمل القومي في مختلف المجالات.

          كان أحد إسهاماته الفكرية المهمة تقديم مفكري المغرب العربي إلى المجتمع المشرقي، وتقديم مفكري المشرق العربي إلى المجتمع المغاربي. وعبر منبره العتيد، مركز دراسات الوحدة العربية، نهلت أجيال من الشباب من مناهل الثقافة الرفيعة.

          لكن يظل أهم إنجاز له، هو جهده الدءوب في مراجعة الفكر القومي العربي فعبر عقود عكف خير الدين حسيب على هذه المهمة. أطلق العديد من الحوارات بين مختلف تيارات هذا الفكر، ومع مختلف التيارات الفكرية المهيمنة على الساحة العربية، وبلور المشروع النهضوي العربي الذي يضرب بجذوره في التراث الحضاري للأمة، ويمد بصره للتقدم بغير حدود في المستقبل. وفى هذا السياق تأسست منابر قارة للحوار بينها المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي – الإسلامي، ومؤتمر الأحزاب السياسية العربية.

          تدين له المنظمة العربية لحقوق الإنسان بأكثر من دوره كعضو مؤسس للمنظمة مع غيره من جيل الرواد، فقد بادر بالدعوة لتنظيم مؤتمرها التأسيسي عقب ندوة “أزمة الديموقراطية في الوطن العربي” التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية في ليماسول بقبرص 1983، وهكذا حول خير الدين حسيب فكرة المنظمة التي راودت العديد من المفكرين والسياسيين إلى حقيقة. ودعم رسالتها في تعميق الوعي بحقوق الإنسان والديمقراطية عبر عشرات البحوث والمؤلفات.

*   *   *

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد