مركز الميزان يدين بأشد العبارات استمرار الإبادة الجماعية في قطاع غزة … وتصاعدها ويطالب بتدخل دولي حقيقي لحماية أرواح المدنيين

0 95

مركز الميزان يدين بأشد العبارات استمرار الإبادة الجماعية في قطاع غزة

وتصاعدها ويطالب بتدخل دولي حقيقي لحماية أرواح المدنيين

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي جرائمها تجاه المدنيين في قطاع غزة وتتسبب قي إيقاع أكبر الخسائر في صفوفهم من خلال استخدام سياسة القتل الجماعي، حيث استهدفت وبشكل منظم تجمعات المدنيين بقصفهم في المنازل والخيام ومراكز الإيواء وأثناء انتظارهم للمساعدات وفي الأسواق، كما وتواصل استخدام التجويع كسلاح، وتمنع المرضى من تلقي العلاج، في سياق مواصلتها ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية دون توقف للشهر الواحد والعشرين على التوالي.

هذا وصعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من هجماتها تجاه المدنيين الفلسطينيين، لا سيما عمليات القصف المركز داخل التجمعات السكانية، وكانت أبرز الجرائم التي ارتكبتها خلال الأيام السابقة في محافظة شمال غزة، قصفها عند حوالي الساعة 23:10 من يوم الخميس الموافق 10/7/2025، مركز إيواء مدرسة حليمة السعدية في منطقة جباليا النزلة شمال قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 10 مواطنين من بينهم 5 أطفال وسيدتين. كما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء 12/7/2025، منزلاً لعائلة سعد، ومنزلاً لعائلة ابو وردة في محيط مسجد النعمان في منطقة جباليا النزلة ما أدى إلى استشهاد 15 مواطناً من بينهم 4 نساء و7 أطفال.

وفي محافظة غزة، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء 8/7/2025، منزلاً مكون من 3 طبقات، تعود ملكيته لعائلة جودة في منطقة البلاخية بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد 11 مواطناً من بينهم 7 أطفال و3 سيدات، كما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء 12/7/2025، تجمعاً للمواطنين أثناء انتظارهم تعبئة مياه الشرب في المنطقة نفسها، ما أدى إلى استشهاد 11 مواطناً من بينهم 8 أطفال. وفي صباح يوم 13/7/2025، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي سوقاً شعبياً بالقرب من مفترق السامر في الدرج وسط مدينة غزة، ما تسبب في استشهاد 12 مواطناً على الأقل.

وشهدت المحافظة الوسطى مجزرة مروعة ارتكبتها قوات الاحتلال بتاريخ 10/7/2025، وأسفرت عن استشهاد 12 مواطناً من بينهم 8 أطفال وسيدتين، جراء استهداف مجموعة من المواطنين بالقرب من نقطة طبية قرب مفترق الزواري وسط دير البلح، كانت تنتظر استلام مكملات غذائية خاصة بالأطفال.

وشهدت محافظة خان يونس خلال الأيام الماضية تصعيداً دموياً متسارعاً، حيث كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأيام القليلة الأخيرة هجماتها في كافة مناطق خان يونس، فبتاريخ 10/7/2025، تقدمت آليات قوات الاحتلال صباحاً باتجاه الغرب، من ناحية منطقة البطن السمين، وقيزان النجار شرقاً، ووصلت لمفترق المسلخ التركي المطل على عدد كبير من تجمعات خيام النازحين، وبدأت بتجريف المقبرة وخيام النازحين المتواجدة بالقرب من الحي النمساوي، وفر النازحون بشكل جماعي إلى مناطق مختلفة، تاركين خلفهم الخيام وحاجياتهم الأساسية، وسط إطلاق نار كثيف، وإطلاق القذائف المدفعية من الدبابات التي كانت متمركزة على تلة بالقرب من المسلخ التركي.

وأثناء اجتياح قوات الاحتلال برياً، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في منطقة بئر 19 في مواصي خان يونس، ما أسفر عن استشهدا 4 مواطنين من بينهم طفلين. كما قصفت مدرسة البرش التي تؤوي نازحين في محيط دوار بني سهيلا شرقي مدينة خان يونس، وتسبب القصف في استشهاد 7 مواطنين من بينهم أطفال ونساء. وفي مساء اليوم نفسه، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غربي خان يونس، وأسفر القصف عن استشهاد 5 مواطنين. وواصلت قوات الاحتلال توغلها لليوم التالي 11/7/2025، باتجاه الغرب، وجرفت مقبرة النمساوي، وخيام النازحين في المناطق المحيطة، يوم الجمعة بتاريخ 11/7/2025، وبات النازحون محاصرين في مساحة صغيرة بالقرب من البحر.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فقد وصل مستشفيات القطاع خلال الـ 72 ساعة الماضية (259) شهيداً، وأكثر من (864) مصاباً، وبذلك يرتفع عدد الشهداء منذ أكتوبر 2023 وحتى الآن إلى (58,026) شهيداً، و(138,520) مصاباً.

فيما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي إصدار مجموعة من الإخلاءات الجديدة، وشملت مناطق محافظة غزة بالتحديد كافة المناطق الشرقية، وصولاً إلى بعض المناطق الغربية مثل حي الصبرة وتل الهوى، والمناطق الشرقية لخان يونس، وصولاً إلى محيط مستشفى ناصر غرب المحافظة، ومناطق في الوسطى، بعد أن أفرغت أغلب سكان شمال غزة من مناطقهم لا سيما مدينة بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا. ودفعت الناس للتكدس في مساحات جغرافية ضيقة، تنعدم فيها أدنى مقومات الحياة، في ظل نقص الغذاء والمياه، وانتشار الأوبئة والأمراض.

أفاد (ن. أ)، أبلغ من المعر 60 عام، ولدي أربعة أبناء كلهم متزوجون، ونعيش في خيام متلاصقة في مواصي خان يونس، وحول أوامر النزوح المتجددة، هذه المرة التاسعة التي أنزح فيها منذ بدء الحرب على غزة، في كل مرة أشيد خيمة، وأشعر أني قد أبقى هنا إلى وقت انتهاء الحرب، أفاجأ بأوامر نزوح جديدة، وأقوم بفك الخيمة، ولا أجد مواصلة لنقل أمتعتي وخيمتي، وأحملها مع أبنائي بأيدينا ونمشي مسافات طويلة، مع النساء والأطفال الصغار، وأنا كبير في العمر، وأعاني من مرض الضغط والسكري، حتى العلاج لا أحصل عليه بسبب منع دخول الأدوية، ولقد أرهقني التنقل باستمرار والبحث من جديد عن مصادر الغذاء والمياه، وجميع الأماكن مكتظة، لا أعرف إلى متى سيمكننا العيش هكذا.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معابر قطاع غزة منذ تاريخ 2/3/2025، وتمنع دخول المساعدات الإنسانية، وتستخدم التجويع كسلاح، في وقت يعاني فيه السكان أصلاً نقصاً كبيراً في جميع المواد والسلع والخدمات الأساسية والمستلزمات الطبية جراء أشهر طويلة من التدمير الممنهج لكل مقومات الحياة على مدار حرب الإبادة الجماعية، وأصبحت آلاف الأسر لا تستطيع تأمين احتياجاتها من الغذاء، وبدت مظاهر الجوع واضحة على السكان.

وفاقم منع إدخال الوقود على الحالة الإنسانية المنهارة أصلاً في غزة، وتسبب في توقف خدمات أغلب المستشفيات والبلديات، ومرافق لا غنى عنها وحياة السكان، كآبار المياه وخدمات الصرف الصحي، وجمع النفايات، ما ينذر بتفاقم الكارثة الصحية وانتشار الأمراض والأوبئة، لا سيما مع تكدس الناس في مخيمات النزوح ذات الكثافة السكانية العالية، وظهور الحشرات والقوارض بين الخيام ومساكن المواطنين.

أفادت (ت. ع)، أنا متزوجة ولدي ثلاثة أطفال، وأعيش في خيمة مهترئة بالقرب من ميناء غزة، ويعاني أطفالي من التهابات جلدية شديدة، بسبب قلة المياه المستخدمة في الاغتسال، واكتظاظ المخيم، وانتشار البعوض والجرذان، وحشرات غريبة لم أراها في حياتي، توجهت بهم أكثر من مرة إلى المستشفى للحصول على علاج، وكنت أحصل على نوع من المراهم أدهن بها أجسادهم، ولكنها تقلل الهيجان ولكن لا تذهب الالتهابات، أريد أن أعود إلى منزلي وأعتني بصحة أطفالي.

كما انعكس الحصار بشكل كارثي على قدرة المؤسسات الإغاثية والصحية الدولية والمحلية على تقديم خدماتها الأساسية، واضطرت العديد من هذه المؤسسات إلى تعليق عملها بسبب استهداف طواقمها ونفاذ المساعدات الإغاثية والطبية والوقود، حيث أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بأن نقص الوقود في قطاع غزة وصل إلى مستويات حرجة، وبدون كميات كافية يواجه القطاع انهياراً في الجهود الإنسانية. وأوضحت أن حوالي (112) طفلاً يشخصون بشكل يومي بسوء التغذية، ويعاني (70000) طفل من سوء التغذية في قطاع غزة، ويولد أطفال خدج بتغيرات جينية غير مسبوقة نتيجة الظروف الصحية الكارثية، في ظل نقص المستلزمات الطبية في قطاع غزة.

في حين قلصت المستشفيات والمراكز الصحية خدماتها إلى الحد الأدنى، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن آلاف المواطنين لا سيما الأطفال يتوافدون إلى مستشفياتها بسبب سوء التغذية وفقر الدم، في حين لا تقوى المستشفيات على تقديم مساعدة فعلية نتيجة منع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية. وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع مقلق في تسجيل حالات الإصابة بالحمى الشوكية، وتفاقم حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال وضعف المناعة، ما تسبب في ارتفاع عدد الأطفال المتوفين نتيجة سوء التغذية إلى (66) طفلاً.

وحول سوء التغذية، أفاد المواطن (س. ح)، متزوج ولدي ثلاثة أطفال، وأنا المعيل الوحيد لهم، شخص اثنين من أطفالي 4 أوام، و6 أعوام، بسوء التغذية، بسبب أننا نأكل وجبة واحدة في اليوم عبارة عن رغيف خبز واحد مع الماء، وأصبح الجوع يشتد بنا لا سيما بأطفالي الصغار، ولا يوجد ما يسد جوع أطفالي، حتى أني أحصل على الدقيق من بعض الجيران، لا توجد بضائع في الأسواق، وإن وجدت فأسعارها خيالية، وأنا لا مصدر دخل لي، حتى عندما أذهب بأطفالي إلى المستشفى للحصول على مكملات غذائية لا أجد، ضعفت أجساد أطفالي من الجوع، وأخشى أني سأفقدهم.

وبسبب الجوع وسوء التغذية، يضطر عشرات الآلاف إلى اللجوء إلى ما يعرف بنقاط توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية غير الإنسانية، ويدفعون للتزاحم قسراً على هذه النقاط، ويصبحون عرضة لعمليات القنص والقصف والقتل الجماعي، وبشكل يومي يسقط أعداد من الشهداء في محاولة للحصول على ما يسد جوعهم، فبتاريخ 12/7/2025 وحده، استشهد (27) مواطناً بالقرب من نقطة الشاكوش غربي رفح. ومنذ بدء عمل هذه النقاط بتاريخ 27/5/2025، قتلت قوات الاحتلال بحسب وزارة الصحة الفلسطينية (833) مواطناً، وأصابت أكثر من (5432) آخرين، ممن تجمعوا للحصول على المساعدات الإنسانية عند هذه النقاط، ومن جرى استهدافهم بالقرب من شاحنات المساعدات.

أفاد (م. م)، أنا متزوج وعمري 47 عام، وأعيل زوجتي وخمسة أبناء، كنت في السابق أعمل خياطاً، ومع هذه الحرب توقف عملي ولا مصدر دخل لي، كنت أعيش على المساعدات التي تقدمها المؤسسات الإغاثية لا سيما المطابخ وما تقدمه من وجبات طعام، ومع إغلاقها بسبب منع دخول المواد الغذائية، لا نجد ما نأكله، سوى من بعض المساعدات من اخوتي وبعض الأقارب، وهي لا تكفي، فهم أنفسهم يشعرون بالجوع مثلنا، اضطررت للذهاب إلى نقطة توزيع المساعدات الإنسانية غرب رفح، بتاريخ 12/7/2025، وعندما وصلت، رأيت آلاف الناس ينتظرون الدخول إلى مكان التوزيع، إلا أن قوات الاحتلال أطلقت النار صوبنا من خلال الطائرات المسيرة والدبابات، ورأيت الكثير من الناس يسقطون على الأرض، ولكني كنت أركض وأحاول الفرار من المنطقة فأنا أتيت لكي أحصل على طعام وليس لأموت، وفعلاً رجعت إلى أسرتي التي كانت تنتظر المواد الغذائية بفارغ الصبر بدون شيء، حتى إني بكيت من شدة القهر والخذلان أمامهم.

وفي نفس الوقت الذي تمنع فيه إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية، وتفشي المجاعة داخل القطاع، تتبع سياسية ممنهجة لاستهداف الصيادين على الشاطئ، وتدمر بشكل مستمر البنية التحتية لقطاع الصيد، من خلال استهداف القوارب والمعدات، ومنع الصيادين من النزول إلى الشاطئ لصيد الأسماك في ظل انعدام المواد الغذائية، وإيقاع القتلى والمصابين في صفوفهم، وفي هذا السياق، أصدر الجيش الإسرائيلي أمس الموافق 12/7/2025، تحذيراً لفلسطينيين في قطاع غزة من دخول البحر بمن فيهم الصيادين، في خطوة تزيد من معاناة الصيادين و المواطنين الجوعى، والهاربين من حرارة الصيف في الخيام.

مركز الميزان لحقوق الإنسان، يدين بشدة عمليات القتل الجماعي التي تقوم بها إسرائيل وتصعيدها المتواصل من خلال الهجمات الحربية والقصف المباشر والمكثف بشكل تجاه المدنيين، واستمرار استخدام التجويع كسلاح، ونشر المجاعة في صفوف السكان، بسبب استمرار إغلاق المعابر وتشديد الحصار، وتعمد استهداف مصادر الغذاء والمياه والمنظومة الطبية، ومقدمي المساعدات الإنسانية، ومحاولة إيقاع الأذى بأكثر من 2 إنسان في قطاع غزة.

 ويؤكد المركز أن استمرار دولة الاحتلال في حرب الإبادة الجماعية، والاستمرار في منع دخول المساعدات والبقاء على خطط توزيع المساعدات تشرف عليها في مناطق محددة، يأتي في سياق تحقيق أهدافها في إلحاق الأذى البالغ بالمدنيين، وخلق واقع تصعب فيه الحياة، واستكمالاً لمخططاتها في تهجير سكان القطاع، في تنكر كامل لكل القرارات والمعاهدات الدولية، لا سيما قرار محكمة العدل الدولية بشأن التدابير الاحترازية بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية بما يضمن سلامة وأمن السكان الفلسطينيين، وهو ما تترجمه إسرائيل بمزيد من الجرائم ومنع دخول المساعدات الإنسانية.

وعليه، يجدد المركز مطالبته للمجتمع الدولي بضرورة التدخل الفوري لإجبار دولة الاحتلال على وقف جريمة الإبادة الجماعية، وفرض وقف إطلاق النار، والإقلاع عن استخدام سياسة العقاب الجماعي والتجويع كسلاح، والعمل على حفظ أرواح المدنيين في قطاع غزة من خلال رفع الحصار وضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية بأقصى حد، وتفعيل آليات المساءلة والمحاسبة، لضمان عدم إفلات المجرمين من العقاب، وتنفيذ أوامر الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية بحق نتنياهو وجالانت، فيما يتعلق بالتجويع واستخدامه كسلاح في الإبادة بحق المدنيين.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد