أديب الجـادر

0 69

أديب الجـادر

سياسي مرموق على صعيد وطنه الصغير العراق، وعلى صعيد وطنه العربي الكبير. لعب دوراً مهما في مجتمعه، وتبوأ أرفع المناصب بما فيها المناصب الوزارية المهمة حيث شغل منصب وزير الصناعة (1964 – 1965) والاقتصاد (1967) ومديراً لشئون النفط العام، ورئيساً لمجلس إدارة شركة النفط الوطنية، كما شغل مناصباً وزارياً أخرى في مجلس الرئاسة المشترك بين العراق ومصر (1964) ومناصب استشارية في الأمم المتحدة، كما شغل عضوية العديد من المؤسسات الثقافية والاجتماعية ومن أبرزها مركز دراسات الوحدة العربية.

آمن بالديموقراطية وحقوق الإنسان كوسيلة للنهوض في الوطن العربي، واشترك في تأسيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في العام 1983، وكان من بين أكثر الذين أثروا في مسيرتها، فشغل العديد من مواقعها القيادية عضواً في مجلس أمنائها ولجنتها التنفيذية، ثم رئيساً لها حتى العام 1997. كما رأس مكتب المنظمة في جنيف الذي كان جسر التواصل مع الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة. وأيضا نافذة لها مع المنظمات الدولية غير الحكومية.

تميز أداؤه داخل المنظمة بالتدقيق والنقد الذاتي الدائمين، وكان ذلك يثير دائماً نقاشاً داخلياً حيوياً ويحفز التطوير، وقد بلغت هذه السمة ذروتها في الجمعية العمومية الرابعة للمنظمة في الرباط 1997، على نحو نقل النقاش الداخلي إلى الساحة الإعلامية، وتدخل فيه عشرات من الكتاب والباحثين والمفكرين من داخل المنظمة ومن خارجها، وأتاح حواراً اجتماعياً مهماً سلط الأضواء على العديد من القضايا التنظيمية والفكرية. اتسم بالصراحة، وبقدر كبير من الموضوعية وأظهر مدى نضج الحركة العربية لحقوق الإنسان.

لم يحل انتماؤه للمعارضة العراقية عن موضوعيته في نقد النظام العراقي، والتدقيق الشديد في المعلومات التي كانت تميز الخطاب الدولي تجاه العراق، كما لم تحل معارضته للنظام العراقي من أن يناهض بكل قوة العقوبات اللاإنسانية التي فرضت على العراق طوال عقد التسعينيات، والتي كانت تأثيراتها مدمرة على حقوق الشعب العراقي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ورفض بإصرار مبدأ الاستقواء بالخارج. كما رفض تولي أي منصب أو مسئولية في وجود الاحتلال الأمريكي.

*  *   *

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد