القاهرة في 7 سبتمبر/ايلول 2025
فلسطين المحتلة
أوامر الإخلاء تشكل حكماً بالإعدام الجماعي للمُجوعين في غزة
نزح من مدينة غزة شمالي القطاع ما لا يقل عن 650 ألف من السكان بعد أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 30 أمراً بالإخلاء خلال أيام معدودة.
يسقط يومياً نحو 70 قتيلاً فلسطينياً والعشرات من الجرحى من المدنيين في عمليات القتل الجماعي العشوائي التي تواصلها قوات الاحتلال الإسرائيلي، ونتيجة التجويع الذي يتواصل في عموم القطاع وفق نسق مصمم لتقويض أسس المعيشة ودفع السكان نحو التهجير القسري خارج القطاع.
وتشكل تعليمات جيش الاحتلال لسكان مدينة غزة للإخلاء قسراً نحو منطقة مواصي خان يونس باعتبارها منطقة آمنة بحسب زعم الاحتلال نوعاً من الاستهتار بحياة السكان، فمن ناحية تتعرض منطقة مواصي خان يونس وجوارها لعمليات قصف عشوائي متعمدة، أودت على سبيل المثال بحياة 13 مدنيا يوم 2 سبتمبر/أيلول الجاري، بينهم 8 أطفال ونساء.
ومن ناحية ثانية، أثبتت التجارب منذ 8 أكتوبر/تشرين أول 2023 أنه لا توجد مناطق آمنة في قطاع غزة، حيث يجري استهداف كافة المناطق دون استثناء، مع تركيز خاص على تدمير البنى التحتية والعقارات المبنية لحرمان النازحين من الحد الأدنى من المأوى، جنباً إلى جنب مع تقليص مناطق انتشار القوات المعتدية والتي باتت تغطي 83 بالمائة من إجمالي مساحة القطاع.
إن تباطوء المجتمع الدولي في اتخاذ التدابير الكفيلة لوقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة هو استهتار ويشكل علامة فاصلة على إندثار القانون الدولي وتقويضاً لمكتسبات تحققت عبر 80 عاماً من النضال الإنساني.
ويعد الدعم الأمريكي للعدوان الإسرائيلي مصدر خذلان كبير للقانون الدولي، ويشكل في ذاته انخراطاً مباشراً في كافة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال، وعلى رأسها جريمة ألإبادة الجماعية، وغيرها من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
كذلك يشكل التخاذل الأوروبي عن تجميد اتفاق الشراكة مع الاحتلال ووقف إمدادات الأسلحة على نحو كامل خذلاناً كبيراً لما تعتبره أوروبا أفضل إنجازاتها الحضارية في العصر الحديث، وهو خذلان يتواصل بعد سقوط أكثر من 62 ألف قتيل وأكثر من 160ألف جريح.
***