خبر صحفي … تحت شعار “القدس عاصمة فلسطين” المنظمة تعقد خامس فعالياتها على هامش الدورة ٣٧ لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة “تداعيات النزاعات المسلحة على الشباب في المنطقة العربية”
جنيف في ١٤ مارس/آذار ٢٠١٨
تحت شعار “القدس عاصمة فلسطين”، عقدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان هامس فعالياتها على هامش الدورة ٣٧ لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة حول “تداعيات النزاعات المسلحة على فئة الشباب في المنطقة العربية”، بقصر الأمم المتحدة في جنيف.
تأتي فعاليات المنظمة العربية لحقوق الإنسان خلال هذه الدورة ضمن برنامج أنشطة المنظمة خلال العام ٢٠١٨ في سياق الاحتفالات بالعام السبعين لليوم العالمي لحقوق الإنسان، وتحت شعار “القدس عاصمة فلسطين” في سياق الرد على قرار الإدارة الأمريكية غير الشرعي بنقل السفارة الأمريكية لدى الاحتلال الإسرائيلي إلى مدينة القدس الفلسطينية المحتلة.
أدار النقاشات وتحدث فيها الأستاذ “علاء شلبي” الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، واستمع المشاركات والمشاركين لشهادات من اليمن وسوريا قدمها الأستاذة “بغداد القادري” عضو المنظمة وعضو فريق اليمن الدولي للسلام، والأستاذة “أمل ناصر” الخبيرة في شؤون المرأة والأطفال.
اهتم “شلبي” باستعراض أوضاع الشباب في مجمل المنطقة العربية، منوها بأنهم يشكلون الشريحة الأكبر في الهرم السكاني للمجتمعات العربية، وأنه من المؤسف أنهم يشكلون وقود الحروب والنزاعات والارهاب، كما يشكلون القسم الأكبر من الضحايا، وبشكل ظاهر في المعاقين واللاجئين والنازحين، فضلا عن كونهم الجوهر الأساس للهجرة غير النظامية، والشريعة الأعظم بين المتعطلين في مجمل المنطقة العربية.
واختص “شلبي” بأوضاع الشباب في فلسطين المحتلة، منوها بمعاناتهم المتواصلة في ظل الاحتلال الإسرائيلي الذي يعد آخر قلاع الاستعمار والعنصرية حول العالم، مشيرا إلى أرقام الاسرى، وإلى معدلات الفقر والبطالة السائدة في الأراضي المحتلة، وداعيا لعدم التغافل عن معاناة فلسطينيي ١٩٤٨، واللاجئين الفلسطينيين في الشتات.
وأضاف “شلبي” أن معدلات البطالة في الضفة الغربية وقطاع غزة تبلغ أكثر من ٤٨ بالمائة، وأنه بينما تقع الأغلبية في قطاع غزة في ظل الحصار غير القانوني وغير الأخلاقي، فإن الغالبية تتركز في الضفة الغربية في الخليل ومربع قلقيلية وطولكرم وحنين ونابلس، مذكرا بأن الفلسطينيين محرومين من مزاولة اي نشاط اقتصادي في ٦٠ بالمائة من إجمالي مساحة الضفة الغربية في المناطق المعروفة بمناطق “أ” فضلا عن القيود على الحركة في المناطق “ب” والعدوان الإسرائيلي المتواصل على مناطق “ج”، وخنق الفلسطينيين المقدسيين اقتصاديا بهدف ابعادهم من القدس المحتلة، في ممارسات تشكل جرائم حرب.
وقال إن أخطر الظواهر الجديدة تتمثل في وقوع بعض الشباب الفلسطيني ضحية لمخاطر الهجرة غير النظامية في ظل الانتقاد للأمل في تحرير أراضيه في المستقبل المنظور.
ودعا “شلبي” إلى تحمل مؤسسات المجتمع المدني لمزيد من الأعباء عبر العمل على تقديم بدائل لمساندة مختلف الضحايا وإعادة تأهيلهم وتمكينهم من استعادة مقومات العيش ومتابعة التعليم والرعاية الصحية، معربا عن أسفه لخذلان المجتمع الدولي للضحايا عبر صراعات النفوذ وحروب الوكالة.
وجدد الدعوة للحكومات الأوروبية للمساهمة بإخلاص في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الأراضي العربية، وفي التسوية السلمية للنزاعات الأهلية في المنطقة العربية ودعم استعادة قدرة الدولة الوطنية بديلا عن الشكوى من أزمات اللجوء والهجرة غير النظامية.
وفي مداخلتها، قالت “القادري” أن قضية الشباب لا تقتصر على الذكور دون الإناث، مذكرة بنضالات ونجاحات المرأة اليمنية ومساهماتها في الحراك السياسي والمحافظة على السلمية، مشيرة إلى التراجع الحاد الذي واجه المرأة اليمنية منذ انقلاب ميليشيا الحوثي على الشرعية وتجميد المسار الانتقالي وجهود استكمال بناء النظام السياسي، والاعتداء السافر على النساء في الساحات خلال العام ٢٠١٤ ومطلع العام ٢٠١٥ ضمن جرائم ترويع المجتمع التي ارتكبوها، ووصولا إلى الاعتداء على عضوات حزب المؤتمر في شارع السبعين بعد اغتيال الرئيس السابق “علي عبد الله صالح” قبل نهاية ٢٠١٧.
وأضافت “القادري” أن التجنيد القسري للشباب مع الأطفال يشكل أزمة كبرى في اليمن في سياق الوضع الراهن، فكل الشباب والأطفال من سن التاسعة وحتى منتصف العشرينيات عرضة لتجنيد قسري متزايد من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية، محذرة من ممارسات الميليشيا لعمليات بناء فكر مذهبي متطرف على الأطفال والسباب حديثي السن بما يؤثر على التماسك الاجتماعي للمجتمع اليمني.
وقالت “القادري” إن نموذج تجنيد واستغلال الفتيات والشابات في ميليشيا الحوثي الانقلابية من خلال كتيبة “الزينبيات” وفق استراتيجية الحرس الثوري الإيراني هي واحدة من الأدلة القاطعة على انتهاكات الميليشيا بحق الشباب.
واختتمت “القادري” بأن الشباب في ظل التدهور الاقتصادي والأوضاع الإنسانية يجعل الشباب هدفا سهلا للمتصارعين وللجماعات الإرهابية.
وفي مداخلتها، أشارت “ناصر” إلى تجربتها الشخصية خلال الاحتجاز والتي كان يرافقها خلالها ٧٠ بالمائة من المحتجزين من شريحة الشباب والشابات، وأن الاحتجاز في أحد المراكز أجهزة الأمن العسكرية التابعة للنظام سجل سقوط أكثر من ١٥٠٠ ضحية في هذا المركز حتى العام ٢٠١٤، منوها أن هذا المركز هو واحد من بين ١٣٠ مركز احتجاز.
وأضافت “ناصر” أن نفس الممارسات التي ارتكبها النظام تورطت في ارتكابها جماعات المعارضة المسلحة التي اكتست بتنظيمات إرهابية دولية.
وقالت “ناصر” إن أسوأ نتائج الصراع الدامي في سوريا هو انقسام المجتمع وتطييف الصراع والنيل من حقوق الجماعات الاثنية العربية والدينية والمذهبية.
ونددت “ناصر” بدور الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الروسي في الصراع، وعلاقتهما وتورطهما مع أطراف الصراع المحلي والاقليمي، منددة بالنيل من المدنيين من كافة الأطراف المتصارعة كما هو جاري الآن في الغوطة الشرقية وفي عفرين.
وأشارت “ناصر” إلى ظهور بعض المبادرات الإيجابية لتوعية الشباب وابعادهم عن تورط الأطراف المتصارعة والجماعات الارهابية، داعية إلى مساندة هذه المبادرات وتطويرها.
وخلال النقاشات، وجه المشاركين اهتمامهم لاهمية العمل على معالجة النزاعات المسلحة الأهلية في المنطقة العربية في سياق عربي، لا سيما وأن خبرة المنطقة العربية انتهت إلى أن التدخلات الدولية في النزاعات الأهلية لم تكن حميدة ولم تنتج سوى استمرار الصراعات والدماء.
وطالب المشاركون بحماية طالبي اللجوء في أوروبا من مخاطر الترحيل القسري ومن أنماط الاحتجاز وسوء المعاملة، داعين للاهتمام بقضايا حماية اللاجئين والمهاجرين.
وثمن المشاركون دعوة المنظمة العربية لحقوق الإنسان لتمسك مؤسسات المجتمع المدني وجماعات حقوق الإنسان بالحياد والموضوعية والخروج من دوائر الاستقطاب السياسي والإنجازات الاثنية بما يوفر المقومات الضرورية لتحمل أعباء مساندة الضحايا والجماعات المجتمعية المضارة من النزاعات، والمساهمة في إعادة التأهيل والتمكين واستئناف سبل العيش في ظل تراجع الحكومات والمجتمع الدولي عن النهوض بواجباته.
* * *