رئيس «المنظمة العربية»: الآليات الوطنية أكثر قدرة على إغاثة الضحايا.. وعجز الأمم المتحدة زاد مؤخراً – السبت 04 مايو 2019
رئيس «المنظمة العربية»: الآليات الوطنية أكثر قدرة على إغاثة الضحايا.. وعجز الأمم المتحدة زاد مؤخراً
09:57 ص | السبت 04 مايو 2019
كتب: سلمان إسماعيل
قال علاء شلبى، رئيس مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان، إن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تحول إلى ساحة تلاسن سياسى عالمى، أكثر من كونه ساحة عمل وتعاون، موضحاً أن عجز آليات الأمم المتحدة زاد فى السنوات الأخيرة، فتراجع ما كانت تقدّمه فى الملف الحقوقى حجماً وموضوعاً.. وإلى نص الحوار:
علاء شلبى: مجلس حقوق الإنسان الدولى تحوّل إلى ساحة تلاسن وتأثيره تراجع
ما تقييمك لعمل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة؟
– بشكل عام، هناك طفرة فى آليات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، لكن هذه الطفرة لا تواكبها قوة فى التأثير، وتبقى موضع النظرية والتوصيات، والمجلس الدولى بات ساحة تلاسُن سياسى عالمى أكثر من كونه ساحة عمل وتعاون، وهناك تراجع كبير فى تأثير المجلس بسبب صراعات النفوذ الدولية، وتراجع الاهتمام بحقوق الإنسان، حتى فى الدول الغربية، فضلاً عن تراجع قدرات الموارد البشرية العاملة فى الآليات.
البعض يتّهم المجلس والمفوضية السامية لحقوق الإنسان بالانتقائية.. ما تعليقك؟
– هذه الاتهامات عادة ما تكون مسيّسة، لكنها مشروعة فى الوقت نفسه، فالأمم المتحدة لا تستطيع تحقيق إنجاز، فى ظل انقسام الإرادة الجماعية الدولية، وهذا ينطبق أيضاً على العمل الأممى فى مجال حقوق الإنسان، وتراجع القدرات البشرية يشكل حاجزاً إضافياً فى وجه تعزيز القدرة لمواجهة التحديات، لا سيما مع ضخ جهود ضخمة مالية وسياسية لتسييس الملف، وهو ما يسمح بتصاعد الاتهامات بين الأطراف المختلفة، ووفقاً للتكتلات والتفاهمات الإقليمية.
لماذا لا يهاجم المجلس الانتهاكات التى يتعرّض لها المواطنون فى تركيا وقطر؟
– هذا الكلام غير دقيق، لأن المجلس ينتقد انتهاكات جميع الدول، لكن الشعور بالضبابية ناتج عن تأثر المجلس والآليات بصناعة الصورة الذهنية، وبالحملات المنظمة، التى تنجح بعض الدول فى إدارتها، بينما تخفق دول أخرى فى كيفية تسويق نفسها أمام المجتمع الدولى.
وما أبرز أنشطتكم خلال الدورة المنتهية لمجلس حقوق الإنسان؟
– قدّمنا عدداً كبيراً من المداخلات، بالإضافة إلى تنفيذ عدد آخر من الفعاليات الجانبية على هامش أعمال الدورة، وأكّدنا من خلال أنشطتنا المتنوعة أهمية إسقاط الذرائع السياسية التى يزعمها الإرهابيون لتبرير جرائمهم الكريهة، التى تشكل انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وضرورة مكافحة الإرهاب بشكل حاسم وصارم ودون مواربة، فهناك علاقة آثمة بين الدول الداعمة للإرهاب، والجرائم الإرهابية، من خلال الدعم السياسى والإعلامى والمالى وغيره من أشكال الدعم، والنزاعات المسلحة تشكل بيئة خصبة لنمو وترعرع الإرهاب وتأثيره الخطير على تعطيل حلول التسوية السلمية، وتمدّده وتهديده لبلدان الجوار، منوهين بأن المنطقة بأكملها تتأثر بالاضطراب الإقليمى الناتج عن النزاعات المسلحة والإرهاب على الصُّعد السياسية والتشريعية والأمنية والاقتصادية.
فى تقديرك.. ما الذى قدّمته آليات الأمم المتحدة لخدمة حقوق الإنسان، فى ظل النزاعات المسلحة بالشرق الأوسط؟
– آليات الأمم المتحدة تفاقم عجزها تجاه الشرق الأوسط، وتراجع النزر اليسير الذى كانت تُقدّمه حجماً وموضوعاً، وهناك حاجة ماسة للتعاطى مع تقارير منظمات حقوق الإنسان فى العالم العربى، ويجب الحفاظ على الدولة الوطنية وحمايتها، حفاظاً على الأمن والاستقرار، لأنه يحفظ جزءاً من حقوق الإنسان، عكس حالات الحرب والنزاعات، وهو ما نراه فى ليبيا واليمن على سبيل المثال.
أيهما أسرع فى إغاثة الضحايا.. الآليات الأممية أم الوطنية؟
– الآليات الوطنية دون شك أكثر قدرة على غوث ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان دون التقليل من أهمية الآليات الدولية، لكن بعد استعادة العمل الجماعى الدولى عافيته، والوضع فى الساحة العربية منذ غزو العراق فُتح الباب أمام تحوّل الصراع فى المنطقة من صراع عربى – إسرائيلى إلى صراع مذهبى سنى شيعى، وفتح المجال أمام نقل المعركة مع الإرهاب إلى الشرق الأوسط، واستغلال الثورة فى سوريا وخطفها من الشعب وتحويلها إلى صراع مسلح زاد خطورة الأزمة، وبشكل عام فإن التدخّلات الدولية كانت غير حميدة فى مراحل الثورات، وعملت على زعزعة الثورات وإفشالها، كما شاهدنا تقويض حالة حقوق الإنسان فى ليبيا على سبيل المثال.
***
للاطلاع على المقالة بموقع جريدة الوطن الالكتروني من خلال الرابط التالي: