ورقة موقف … الدور الأمريكي إزاء العدوان على فلسطين المحتلة في اليوم الـــ200 للعدوان على قطاع غزة 34 ألف شهيد 12 ألف مفقود 77 ألف جريح

0 63
القاهرة في 23 أبريل/نيسان 2024

للاطلاع على ورقة موقف بالكامل باللغة الانجليزية …. اضغط هنا

ورقة موقف
الدور الأمريكي إزاء العدوان على فلسطين المحتلة
في اليوم الـــ200 للعدوان على قطاع غزة
34 ألف شهيد 12 ألف مفقود 77 ألف جريح

لم يدر في خلد أي من المراقبين والخبراء في الشأن الفلسطيني أن يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحتل لمائتي يوم متصلة، لا سيما مع كل هذه الدماء المهدرة للمدنيين المحميين بموجب القانون الدولي، فلم يكن بظن أحد أن يقف النظام الدولي الذي انبثق عقب ويلات الحرب العالمية الثانية منهاراً وعاجزاً عن حماية الحد الأدنى من القواعد التي تسمح له بالاستمرار.
كما لم يتوقع أحداً بالمرة أن تقف واشنطن حجر عثرة في وجه إرادة المجتمع الدولي في سبيل وقف حمام الدم الجاري، وفي ظل إدارة للحزب الديمقراطي الذي لطالما تشدق بالحرية وحقوق الإنسان، والأكثر دهشة أن تواصل هذه الإدارة محاولات لعب دور الوصي على حقوق الإنسان بإصدار تقريرها السنوي الخاص بحقوق الإنسان يوم أمس.
ولم تُوفر واشنطن فقط السبيل لاستمرار العدوان ومعه الحصانة للجناة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان باستخدام متكرر لحق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن، بل ومررت حزمة مساعدات لاستمرار العدوان في وقت تقول أنها تعارض “عملية عسكرية في رفح” تصر سلطات الاحتلال علنا على المضي فيها وتقر بأن قيادة جيش الاحتلال قد صادقت على العمليات.
ولا يُفلح ذر الرماد في العيون، فإدانة كتيبة أو أكثر من جيش الاحتلال الحربي الإسرائيلي على جرائمهم، ومنع بعض عتاة المجرمين من المستوطنين من السفر إلى الأراضي الأمريكية لا قيمة له في ظل الفيتو الذي حال دون الاعتراف بعضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة، وافتضاح موقف تأسس على اتهامات الاحتلال غير القابلة للتصديق بحق وكالة الأونروا، وهو الموقف الذي لا يقل فداحة عن إمدادات السلاح والمساعدات الاستخباراتية للعدوان، خاصة وأنه يُفاقم منع تدفق إمدادات الدعم الإنساني لسكان القطاع على نحو يحقق أهداف العدوان وجرائمه، ويساهم في تقويض حق اللاجئين في العودة.
ويعد لتورط واشنطن ومشاركتها التامة في ممارسة جريمة الإبادة الجماعية شأن خطير، فالولايات المتحدة الأمريكية دولة طرف في اتفاقية منع الجريمة والمعاقبة عليها، وملزمة حتما باتخاذ كافة التدابير من خلال التدابير المنفردة أو من خلال العمل الجماعي الدولي لمنع وقوع الجريمة وضمان عم استمرارها، ورغم التدابير الاحترازية التي قررتها محكمة العدل الدولية في 26 يناير/كانون ثان الماضي والتي وضعت الاحتلال الإسرائيلي موضع الاتهام، واصلت واشنطن تقديم السلاح والمساعدات العسكرية والدعم السياسي، غير عابئة أولاً بأنها ترتكب جريمة التواطؤ بموجب الاتفاقية، وثانياً بالعصف بتشريعاتها وأحكام محكمتها العليا.
وعبر الشهور السبعة الأخيرة، مضت واشنطن في تقويض ما رسخ في القانون الدولي، تارة بالحديث عن الحد من الخسائر بين المدنيين وهو ما يقوض مفهوم الحماية المطلقة لكل المدنيين في القانون الدولي، وتارة أخرى بالإيماء بأن قرارات مجلس الأمن الدولي وفق الفصل السادس من الميثاق “غير ملزمة” على نحو ينسف ميثاق الأمم المتحدة ومادته الـ25.
وفي 7 أكتوبر/تشرين أول 2023، كانت واشنطن أول من يُطيح بالقانون الدولي بإطلاق مقولة حق الاحتلال في الدفاع عن نفسه، وهو ما ينسف مفهوم أن الاحتلال في ذاته جريمة وهو بطبيعته القانونية تدبير مؤقت، وأن الاستمرار فيه غير جائز ويشكل جريمة عدوان.
وتتحرك واشنطن سياسياً على خطوط رفيعة، فتعمل من ناحية على كبح جماح الفعل من جانب القوى الأوروبية الحليفة تقليدياً، ومن ناحية أخرى تنشئ ممراً بحرياً للمساعدات الإنسانية لتوفر الأساس المستقبلي لتفريغ قطاع غزة من سكانه والقفز فوق الموقف المصري، ولإنجاز التهجير القسري للسكان خارج الإقليم المحتل بصورة تبدو طوعية، ساعية لتحقيق ذلك عبر الدعوات التي وجهتها 12 دولة مؤيدة للاحتلال إلى آلاف الأسر الفلسطينية من سكان القطاع للهجرة والاستقرار فيها.
وتستغل واشنطن تراخي الفعل الجماعي العربي عبر إتاحة الفرص لسلطات الاحتلال وتجمعات الكونجرس الأمريكي الداعمين للاحتلال لتوجيه الاتهامات للنيل من كل من قطر ومصر والأردن باتهامات تلقى رواجاً مثيراً للدهشة في الإعلام الغربي كوسيلة للضغط على المواقف والجهود التي تعتبرها سلطات الاحتلال حجر عثرة في سبيل استكمال تنفيذ جريمة الإبادة الجماعية.
لكن الأكثر إثارة للدهشة أن حكومة الاحتلال لم تمنح واشنطن ورقة التوت التي تستر عورتها أمام العالم، فعلى سبيل المثال، لا تزال تلك الحكومة الرجعية ترفض رجاء واشنطن ببلورة استراتيجية وأهداف واضحة قابلة للتحقيق من وراء هذا العدوان الجارف وجريمة الإبادة الجماعية التي تواصل ارتكابها بدعم مطلق من واشنطن.

* * *

لمزيد من التفاصيل

17 فبراير/شباط 2024
البعثة المشتركة لتوثيق شهادات ضحايا العدوان الإسرائيلي في مستشفيات مصر .. موجز إعلامي
https://aohr-hq.net/2024/02/5558.html

28 مارس/آذار 2024
من جنيف: رئيس المنظمة يعبر عن الاستياء من تقاعس المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية
https://aohr-hq.net/2024/03/5601.html

29 مارس/آذار 2024
المنظمة ترحب بقرار محكمة العدل الدولية فرض تدابير احترازية إضافية لوقف الاحتلال عن ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية المحتملة في قطاع غزة المحتل
https://aohr-hq.net/2024/03/5604.html

30 مارس/آذار 2024
نائب رئيس المنظمة والمقررة ألبانيز يحاضران بجامعة جنيف حول الإبادة الجماعية في قطاع غزة
https://aohr-hq.net/2024/03/5607.html

6 أبريل/نيسان 2024
إعلان تقرير البعثة المشتركة لتوثيق شهادات ضحايا العدوان الإسرائيلي في مستشفيات مصر
https://aohr-hq.net/2024/04/5620.html

21 أبريل/نيسان 2024
المنظمة تستقبل مقررة الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين
https://aohr-hq.net/2024/04/5645.html

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد