فلسطين المحتلة … العدوان الإسرائيلي وحلفاء الاحتلال يحاولون عبثاً طمس حقائق جريمة الإبادة الجماعية
فلسطين المحتلة
العدوان الإسرائيلي وحلفاء الاحتلال يحاولون عبثاً طمس حقائق جريمة الإبادة الجماعية
لم يكن ممكناً أن يحتفل العالم يوم الجمعة الماضي باليوم العالمي لحرية الصحافة التي جرى تقويضها على أوسع نطاق عرفته البشرية في سياق العدوان الإسرائيلي الجاري في عموم أراضي فلسطين المحتلة، وأبرزها جريمة الإبادة الجماعية الجارية في قطاع غزة المحتل منذ ٩ أكتوبر/تشرين أول ٢٠٢٣ بالتزامن مع توسيع نطاق العدوان الانتقامي العشوائي بحق ٢.٣ مليون في القطاع بالتزامن مع قطع مقومات الحياة من مياه وغذاء ودواء وطاقة عن القطاع وتدمير ٨٠ بالمائة من البنية التحتية والصحية في القطاع، والتي قطع بصحة وقوعها تصريحات مسؤولي الاحتلال الذين لم يتورعوا عن الكشف عن نواياهم لإفناء سكان القطاع أو تهجيرهم قسريا نحو مصر.
في خضم الشهور السبعة الماضية، سقط ١٣٦ صحفيا وإعلاميا فلسطينيا ضحية العدوان واستهداف المدنيين المحميين، وكان الصحفيون والإعلاميون وناشطو شبكات التواصل الاجتماعي بين الأهداف الرئيسية للعدوان.
وشهد العالم وقائع عديدة تدلل على الإستهداف الانتقامي للصحفيين على نحو ما جرى ما عديد من مراسلي شبكات الإعلام الرئيسية، وفي بعض الأحيان استهداف أسرهم على نحو ما جرى مع الصحفي وائل الدحدوح.
لم يتوقف طمس الحقيقة عند الصحفيين والإعلاميين، وامتد إلى منع آليات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وعمليات الإغاثة، ومن أبرزهم منع مقررة مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة ولجنة التحقيق التابعة لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، ومنع مفوض عام وكالة الأونروا من دخول القطاع قبل ٣ أيام.
وفي خضم احتفال العالم بيوم حرية الصحافة، أغلقت سلطات الاحتلال مكاتب شبكة الجزيرة القطرية لمنعها من مواصلة عملها بحرية ونقل حقائق العدوان.
ودعم حلفاء الاحتلال هذا التوجه الداعم للعدوان والمتواطئ في تسهيل ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، على نحو ما قامت به كل من ألمانيا وفرنسا من إعاقة لمشاركة الطبيب غسان أبو ستة رئيس جامعة جلاسجو بأسكتلندا من الدخول للحديث في فعاليات تكشف جريمة الإبادة الجماعية، وقيام دول أوروبية بتفريق تجمعات تضامنت مع الضحايا الفلسطينيين.
كما قامت الإدارة الأمريكية الديمقراطية بتشجيع ورعاية فض الاعتصامات والتجمعات الاحتجاجية التي شملت ٦١ جامعة أمريكية التي احتجت على أشكال الدعم الأمريكي اللامحدود للعدوان، ومن أبرزها الدعم الاقتصادي الذي تقدمه الجامعات الأمريكية.
لقد كشفت وقائع العدوان الإسرائيلي خلال الشهور السبعة الأخيرة عن وجه آخر لعديد من الدول الغربية التي لطالما تذرعت بحقوق الإنسان لفرض وصاية وهيمنة عالمية لتحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية، ويمكن القول بجلاء أن العالم بعد ما وقع في غزة على الهواء وتجاوز محاولات طمس الحقيقة لن يعود بعدها كما كان، وأن النظام الدولي الحالي لن يستمر ما لم يشهد إصلاحات جدية لمعالجة الاختلالات وضمان سيادة القانون على الجميع سواسية.
***