في اليوم العالمي للعمل الإنساني، مركز الميزان … يطالب بوقف جريمة الإبادة الجماعية فوراً وتأمين الغوث العاجل لسكان قطاع غزة
في اليوم العالمي للعمل الإنساني، مركز الميزان
يطالب بوقف جريمة الإبادة الجماعية فوراً وتأمين الغوث العاجل لسكان قطاع غزة
يصادف الإثنين الموافق 19/8/2024 اليوم العالمي للعمل الإنساني، بناء على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي جاء اعترافاً بالدور الكبير الذي يلعبه العاملون الإنسانيون خاصة أثناء النزاعات والصراعات المسلحة وتخليداً لذكرى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الخاص و (21) من فريقه الذين قتلوا في تفجير مبنى تابع للأمم المتحدة في العراق.
تأتي المناسبة هذا العام فيما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة للشهر الحادي عشر على التوالي. وتتعمد استهداف الأعيان المدنية العامة والخاصة على نطاق واسع، وتستخدم أساليب وأسلحة وذخائر تنتهك قواعد وأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وتفرض حصاراً مشدداً وتحرم السكان المدنيين من الإمدادات الضرورية والحيوية من دواء، وغذاء، ومياه، وطاقة كهربائية، ووقود.
وبهذه المناسبة، أصدر مركز الميزان لحقوق الإنسان تقريراً ميدانياً حول استهداف العاملين في المجال الإنساني وعرقلة الجهود الإنسانية في قطاع غزة في سياق جريمة الإبادة الجماعية.
ويشير التقرير إلى أن قوات الاحتلال شددت من القيود والعراقيل التي تضعها أمام وصول المساعدات الإنسانية لمحتاجيها، سواء تلك التي تشرف عليها المؤسسات الدولية أو المحلية، بهدف حرمان المدنيين من الاحتياجات الأساسية والمواد التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة، حيث تعرقل إمدادات الإغاثة وجهود الاستجابة لانعدام الأمن الغذائي، وتقِّيد حركة قوافل وتجهيزات الغوث، وتستهدف العاملين في المجال الإنساني أثناء قيامهم بمهمات إغاثية داخل مركباتهم ومعظمها جرى التنسيق لحركتها مسبقاً مع قوات الاحتلال ومقراتهم المخصصة لتوزيع المساعدات الإنسانية والتي أغلبها معلنة لقوات الاحتلال، وتعتقلهم وتخضعهم للتحقيق وسوء المعاملة والتعذيب في مراكز التحقيق الإسرائيلية.
ويظهر التقرير أن قوات الاحتلال استهدفت وبشكل منظم المنشآت والمرافق والآليات التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا). يذكر أن الوكالة هي الجهة القادرة على تنفيذ العمليات الغوثية الكبرى وضمان استمرارها، حيث تشكل منذ بداية العدوان حاضنة للعمل الغوثي الإنساني في قطاع غزة وتقدم المساندة والدعم لوكالات الأمم المتحدة الأخرى وغيرها من المؤسسات الدولية والمحلية، وبالفعل حولتها قوات الاحتلال لهدف، حيث دمرت 190 من منشأتها وذكر فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا في تغريدة على منصة (X) أن قوات الاحتلال قتلت ما لا يقل عن (289) عامل إغاثة في غزة بينهم (207) من موظفيها حتى تاريخ 19/08/2024، واعتقلت حوالي (40) من موظفيها وأخضعتهم للتحقيق والتعذيب. ويأتي استهداف الوكالة في سياق منهجي ممتد تحاول من خلاله قوات الاحتلال تصفيتها كمقدمة لإنهاء قضية اللاجئين. وتشير المعطيات إلى أن ما تعرضت له المرافق الأممية والعاملين في المجال الإنساني في قطاع غزة خلال جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة بحق سكانه غير مسبوقة في تاريخ العمل الإنساني أو تاريخ النزاعات المسلحة.
ويشكل استهداف إرساليات الإغاثة والعاملين الإنسانيين بالقصف والتدمير والاعتقال والقتل، حلقة في سلسلة الإبادة الجماعية التي حولت خلالها قوات الاحتلال المستشفيات وطواقمها الطبية والمرضى إلى أهداف عسكرية مشروعة ومنعت أو عرقلت عمليات نقل وإخلاء الجرحى والمرضى واستهدفت سيارات الإسعاف والمسعفين كما استهدفت طاقم المطبخ المركزي العالمي ومقرات المؤسسات الغوثية ومراكز توزيع الإغاثة.
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يشدد على أن تكرار وتنامي ظاهرة استهداف العاملين الإنسانيين والمقرات المخصصة للأعمال والأنشطة الغوثية، والترهيب ضد العاملين في المجال الإنساني ومبانيهم وأصولهم، جعل قطاع غزة المكان الأكثر خطورة والذي تتكبد فيه الجهود الإنسانية هذه الخسارة البشرية الكبيرة، لتشكل انتهاكاً خطيراً لقواعد وأحكام القانون الدولي الإنساني، ولقرارات محكمة العدل الدولية، وقرار مجلس الأمن.
وعلى ضوء استمرار الإبادة الجماعية واستمرار استهداف العاملين الإنسانيين وبمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني فإن مركز الميزان لحقوق الإنسان، يطالب:
- بوقف إطلاق النار فورا في قطاع غزة ووقف الإبادة الجماعية، وانسحاب قوات الاحتلال وإنهاء الحصار الإسرائيلي، والسماح بتدفق الشاحنات ومرور إرساليات الدواء والغذاء من خلال المعابر دون أي عوائق وبكميات كافية، والسماح بمرور الشاحنات من جنوب القطاع إلى الشمال بحرية وبأعداد كافية.
- المجتمع الدولي بممارسة الضغط على سلطات الاحتلال من أجل السماح بحرية حركة الإرساليات الإنسانية وعدم استهدافها، أو عرقلتها، أو استهداف العاملين، أو المقرات، أو المركبات المخصصة للأغراض الإنسانية.
- بتوفير الحماية المكفولة للعاملين في المجال الإنساني، وإلزام قوات الاحتلال باحترامهم واحترام أنشطتهم الرامية إلى غوث المدنيين في ظل الحرب، وتسهيل كافة الجهود الرامية للتخفيف من وطأة الحرب على المدنيين، ووقف هجمات المستوطنين على الإرساليات الإنسانية.
- الضغط على سلطات الاحتلال من أجل وقف الحملات المضللة والتحريض التي تتعرض لها المؤسسات الإنسانية بما فيها وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين كي تتمكن من مزاولة أنشطتها الاغاثية دون قيود.
- ضرورة فتح التحقيق في جميع جرائم استهداف الإرساليات الإنسانية، وإرسال لجان تقصي حقائق دولية مستقلة، للوقوف على حجم الجرائم المرتكبة بحق العاملين الإنسانيين، وتفعيل مبدأ المحاسبة لكل من أمر أو نفذ أو تغاضى عن هذه الجرائم.
انتهى
للاطلاع على التقرير، اضغط هنا
لتحميل التقرير بصيغة PDF، اضغط هنا