كلمة الأستاذ علاء شلبي رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في افتتاح المائدة المستديرة حول “سبل مناهضة الفصل العنصري الإسرائيلي في فلسطين المحتلة”

0 64

كلمة الأستاذ علاء شلبي

رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان

في افتتاح المائدة المستديرة حول
“سبل مناهضة الفصل العنصري الإسرائيلي في فلسطين المحتلة”
(القاهرة 2 مارس/آذار 2022)

الزميلات والزملاء الموقرين
يطيب لي أن أنضم إلى جمعكم الكريم في انطلاق فعاليات المائدة المستديرة للتباحث حول سبل مناهضة جرائم التمييز والفصل العنصري الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني على جانبي الخط الأخضر، في سياق نضالنا العالمي للتخلص من آخر قلاع الاستعمار الاستيطاني العنصري العدواني والتوسعي في العالم.
ويسعدني أن تأتي هذه الفعالية بالشراكة مع مركز الميزان لحقوق الإنسان الذي نعتز بعضويته في المنظمة العربية لحقوق الإنسان وبمؤسسه ومديره الزميل العزيز الأستاذ “عصام يونس” الذي نشرف به أيضاً عضواً في مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان.
ويأتي انعقاد هذه الفعالية وسط حزمة من التطورات الاستثنائية، فعالمياً تشعل أزمة أوكرانيا مخاوف البشرية تجاه صدام ممكن للقوى العظمى، وبينما يشكل اللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب صيغة “الاتحاد من أجل السلم” باباً مهماً للمعالجات القانونية وإصدار قرارات ذات طبيعة إلزامية، فإننا لا يمكن أن نفوت الفرصة دون التذكير بقرارات أخرى مماثلة ولها صفة الإلزام في ممارسة الشعب الفلسطيني لحقه المشروع في تقرير المصير وإنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الفلسطينية المحتلة.
كما تتواتر الاضطرابات في أجزاء من الإقليم العربي في سياقات النزاعات والانقسامات وتحقيق مطالب الشعوب في التغيير والإصلاح، وتحمل الأوضاع في طيها تهديدات كبيرة لساحات تضم ثلث سكان المنطقة العربية على الأقل.
وتأتي هذه الفعالية بعد أقل من عام على مؤتمرنا حول دور المحكمة الجنائية الدولية في نهاية مارس/آذار الماضي التي بنت على الفعاليات والأنشطة التي نفذناها في السنوات السابقة، وواكبت التحول المهم نحو تأكيد انطباق نظام روما الأساسي للمحكمة على الأراضي الفلسطينية في 5 فبراير/شباط 2021، وإعلان المدعي العام للمحكمة فتح التحقيقات في 3 مارس/آذار 2021.

الزميلات والزملاء الموقرين
غنّي عن البيان مدى عمق الوعي والإدراك لمخاطر التمييز والفصل العنصري الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وبينما أُفضل أن ننهل سوياً من المداخلات الثرية للمشاركات والمشاركين في المائدة، فإنني أود أن أُذكر المحبطين في منطقتنا العربية بأن نضال الشعب الفلسطيني وصموده الملهم رغم الصعاب والتحديات قد قاد إلى إدانات عالمية مهمة صنفت العديد من الممارسات ضمن جرائم التمييز والفصل العنصري المؤسسي.
وفي مقدمتها المؤتمر العالمي الثالث لمناهضة التمييز العنصري (دربان 2001)، والتعليقات الختامية للجنة الأمم المتحدة للقضاء على كافة أشكال التمييز العنصري، وتقارير مقرر الأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967، ومؤخراً قرار الدورة الطارئة لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في 27 مايو/آيار الماضي والذي منح لجنة التحقيق المستقلة التي أنشأها المجلس ولاية النظر في الجرائم المرتكبة بحق فلسطينيي 1948 للمرة الأولى، بالإضافة إلى الدور المرتقب للمحكمة الجنائية الدولية.

الزميلات والزملاء الأعزاء
اسمحوا لي أن أتوجه بالتحية لصمود الشعب الفلسطيني العظيم ونضاله المشرف وغير المسبوق، والذي أتاح بمفرده – وفي ظل تراجع العمل الجماعي العربي – جلب مساحة تضامن عالمي كبيرة وغير مسبوقة برزت بجلاء خلال جولة العدوان الإسرائيلي الأخيرة.
واسمحوا لي أن أدعوكم لأن يكون جسر الفجوة غير المنطقية وغير المبررة ما بين التضامن الشعبي العربي وبين التضامن الشعبي العالمي أحد المهام التي نتطلع لأن تناقشها هذه الفعالية لتعزيز الجهود وتنسيق التحركات نحو الاستمرار في تعظيم الأثر والضغوط الهادفة لدعم حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والمشروعة وغير القابلة للتصرف.
وفي الختام، أتقدم لكم بوافر الشكر، متمنياً لأعمال المائدة كل النجاح في التوصل لمقترحات عملية يمكن لنا ولكل مؤيدي الحق الفلسطيني أن يتبنوها في تحركاتهم النبيلة.

* * *

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد