في ثالث فعالياتها على هامش الدورة ٣٩ لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة …. المنظمة تطالب المجتمع الدولي بمنح الانتهاكات الإيرانية لحقوق العرب الأحواز الأهمية التي تستحقها والحقوقيون الأحواز .. يناشدون المجتمع العربي الاهتمام بقضيتهم العربية

0 61

جنيف في ٢٢ سبتمبر/أيلول ٢٠١٨

 

عقدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان ثالث فعالياتها على هامش الدورة ٣٩ لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في يوم الجمعة الموافق ٢١ سبتمبر/أيلول ٢٠١٨ بمشاركة ممثلي المنظمة الاحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان، وذلك بقصر الأمم المتحدة في جنيف.

أدار الفعالية المهندس “نبيل عبد الحفيظ” وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية والمدير السابق لبرنامج اليمن في المنظمة العربية لحقوق الإنسان، وتحدث خلالها الأستاذ “علاء شلبي” الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، والأستاذ “حكيم الكعبي” مدير المنظمة الاحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان، والأستاذة “شيماء حبيب” مسؤول ملف المرأة والطفل بالمنظمة الاحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان.

أكد “عبد الحفيظ” على جسامة الانتهاكات التي يعاني منها العرب الأحواز في إيران وسط صمت عربي ودولي، مشيدا بايلاء المنظمة العربية لحقوق الإنسان الاهتمام بهذه القضية، ومنوها بجرائم إيران التي تتواصل بحق العديد من البلدان العربية.

وفي استعراضه لطبيعة الانتهاكات بحق العرب الأحواز في إيران، أشار “شلبي” للانتهاكات الإيرانية الواسعة للحق في الحياة سواء من خلال الإعدامات العلنية عبر محاكمات غير عادلة والتي يبلغ متوسطها تنفيذ الاعدام بحق ألف محكوم سنويا، بالاضافة الى عشرات الإعدامات خارج نطاق القضاء، معبرا عن الاستياء بأن التقارير الدولية لا تلتفت لضخامة نصيب العرب الأحواز من تلك الإعدامات.

كما قال إن النصيب الكبير من الانتهاكات الجسيمة والمنهجية للحقوق الأساسية والتعذيب والاختفاء القسري والمحاكمات غير العادلة تقع في حق العرب الأحواز بصورة رئيسية، مؤكدا أن استمرار الخطاب الثوري للدولة الإيرانية بعد نحو اربعبن عاما مما يسمى الثورة الإسلامية يعوق الانتقال الديمقراطي وحقوق الإنسان والمواطنة، بيد أنه لا يبرر انتهاك الحقوق الأساسية التي لا يجوز التنصل من ضمانات احترامها وحمايتها في أحوال الطواريء.

وأضاف أن الحديث عن بنية مؤسسات للديمقراطية في إيران محض افتراء في ظل المرجعيات الدينية والثورية والاغلاق التام للمجال العام، وقمع الحريات الذي يصل ذروته بحق العرب الأحواز بأكثر مما ينال حتى من حقوق الكرد والبلوش وكذا المعارضين من الفرس والاذر.

وعلى صعيد الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، أوضح شلبي طبيعة إجراءات وجرائم السلطات الايرانية في التهميش المنهجي والافقار والتهجير القسري وتدمير موارد المياه والأنشطة الاقتصادية عبر تعديل مسار الانهار، بجانب استيطان للأعراق الأخرى وفق خطة منهجية لتكريس السيطرة على الإقليم الذي بضم نحو ٥٠ بالمائة من الموارد والثروات في كل إيران، بما في ذلك نحو ٨٠ بالمائة من احتياطات النفط المستغلة في إيران.

ودها “شلبي” المجتمع الدولي لمنح القضية الاحوازية الاهتمام الذي تستحقه، سيما وأن الممارسات إجمالا ترقى إلى جريمة الإبادة الجماعية التي أدت لتشريد أكثر من مليوني احوازي بين داخل إيران وخارجها، من بين نحو ٨ ملايين احوازي في إيران.

وفي مداخلته حول التدمير المنهجي للبيئة في إقليم الأحواز، أشار “الكعبي” إلى بناء النظام الإيراني لتسعة سدود لحجز مياه النهرين الأساسيين في إقليم الأحواز بدعاوى مختلفة، ما أدى إلى تدمير التربة الزراعية بصورة شبه كاملة، والقضاء حتى على أنشطة الرعي والصيد، فضلا عن الاستيلاء على العقارات بوسائل خداع متنوعة تشمل الإغراءات المالية التي لا يتم الوفاء بها وتشمل الاستيلاء بقرارات إدارية دون تعويض، موثقا أن تدابير الاستيلاء على الملكية العقارية تستهدف المنازل بعد أن تم مصادرة الأراضي الخاصة.

ونوه “الكعبي” بمنهجية جديدة للاستيلاء على الممتلكات العقارية عبر إجبار الأسر على تسليم سندات الملكية لأجهزة الأمن الإيرانية أو التوقيع على التنازل عنها حتى يتم الإفراج عن المعتقلين تعسفيا، مؤكدا أن كافة جهود الحقوقيين للتقاضي لا تحقق أية نتائج في ضوء عدم استقلالية القضاء في إيران.

وعرض “الكعبي” مادة مرئية حول التدابير والإحصاءات والنتائج مشمولة بالصور الواقعية.

كما شاهدت الندوة فيلما وثائقيا لمدة ستة دقائق حول التدمير المنهجي لموارد المياه والتربة والموارد في إقليم الاحواز، مشفوعا بتصريحات لمسؤولين حكوميين عبروا دون قصد عن الكارثة التي يشهدها إقليم الأحواز عند عرض تحديات التنمية والموارد والأوضاع الصحية والبيئية في مجمل إيران، والتي أكدت على الفارق الشاسع بين الإقليم وبين مختلف الأقاليم الاخرى، بما في ذلك الأقاليم التي تسكنها أقليات أخرى تعاني الاضطهاد ولكن بصورة أقل فداحة.

وعن وضعية المرأة والطفل، عرضت “حبيب” لعدد من الحالات النموذجية التي عكست معاناة المرأة الاحوازية التي تتفاقم بكثير عن معاناة النساء في إيران بصفة عامة، خاصة على صلة بكونها امرأة وكونها احوازية.

وشملت الحالات أنماط الاعتقال التعسفي والاعتداءات المتنوعة والتعذيب والترهيب واتخاذ المرأة رهينة، ووفاة السيدات الحوامل ومواليدهن.

كذلك عرضت “حبيب” للانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال الأحواز والتي تتجاوز حجما ونوعا ما يتعرض له بقية الاطفال في عموم إيران، حيث هم محرومون من الحد الأدنى الضروري للرعاية الصحية، والحرمان من التعليم لتدني الخدمات التعليمية في إقليم الأحواز وخاصة في المناطق التي لم يصلها الاستيطان والمناطق المرغوب في تغيير ديموغرافيتها وتهجير سكانها، فضلا عن حرمان الأطفال الأحواز بصفة عامة من الحق في التعليم بلغتهم الاصلية العربية، ومعاقبتهم حال النطق بها، بما يتماشى مع محاولات الفرض القسري لمنع تسجيل المواليد بالأسماء العربية.

وتركزت المناقشات على دعوة المجتمع العربي بشقيه الرسمي والأهلي لتعزيز الاهتمام بقضية العرب الأحواز على قاعدة القانون الدولي لحقوق الإنسان، وجرت مقارنات بين جرائم الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وأراضي عربية أخرى وبين الجرائم الإيرانية وأهمية العمل على دعم حق تقرير المصير للاحواز، وتوجيه الشكر إلى المنظمة العربية لحقوق الإنسان على مبادرتها لتسليط الضوء على قضية الأحواز التي لا تنال حقها من الاهتمام عربيا ودوليا، مع دعوة منظمات حقوق الإنسان العربية والدولية والأمم المتحدة للاهتمام بقضية حقوق الإنسان في الاحواز، مع دعوة مؤسسات المجتمع المدني العربي لتكثيف النشاط على قضية الأحواز.

* * *

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد