مصر.. رئيس «المنظمة العربية»: الإرهاب أكبر التحديات التى تواجهنا.. ومتفائل بمستقبل المجتمع المدنى – الإثنين 12 نوفمبر 2018
مصر.. رئيس «المنظمة العربية»: الإرهاب أكبر التحديات التى تواجهنا.. ومتفائل بمستقبل المجتمع المدنى
10:03 ص | الإثنين 12 نوفمبر 2018
كتب: سلمان إسماعيل
أكد علاء شلبى، رئيس مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان، أن أكبر تحدٍ يواجه منظومة حقوق الإنسان فى مصر هو الإرهاب، وقال فى حواره لـ«الوطن»، إن تسييس الملف لا يقل كارثية عن تسييس الدين الذى يضر بالسياسة، وأشار إلى تفاؤله بمستقبل المجتمع المدنى فى مصر، لأن السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية تتفاعل بشكل إيجابى مع المنظمات الحقوقية.
ما أبرز التحديات التى تواجه ملف حقوق الإنسان فى مصر؟
– الإرهاب هو التحدى الأكبر، والمعوق الأبرز على صعيد التطور السياسى والتنموى والثقافى، ومواجهته لا تتوقف عند حدود النزال الأمنى والعسكرى، والمواجهة السياسية هى الأكثر أهمية؛ لأنها تتعلق بكل شىء، والتشبث بأهمية احترام حقوق الإنسان فى سياق تدابير مكافحة الإرهاب هو تأكيد لدلالات الدولة القوية الواثقة من ناحية، ومؤشر على سلامة الموقف، وواقٍ من جهود الإرهابيين لبناء المظلومية واستغلالها كستار سياسى يبرر جرائمهم.
فى تقديرك.. ما أهم أولويات المرحلة؟
– الأولويات متعددة لأن مصر الدولة، والمجتمع أيضاً، تأخرا كثيراً فى اتخاذ التدابير الكفيلة بمعالجة قضايا حقوق الإنسان، رغم أن الحلول سهلة وغير مكلفة، ومن الأولويات مثلاً مراجعة منظومة التشريعات الجنائية وفق رؤية شاملة للتحديث، فقانون العقوبات على سبيل المثال صدر فى العام 1937، ولا تفى التعديلات المدخلة عليه بتحديثه، فجميع تلك التعديلات تمت استجابة لتحديات طارئة، ولدينا 135 نصاً تشريعياً يقود للمعاقبة بالإعدام، رغم توجهات الفقه العالمى الحديث للحد من هذه العقوبة، حيث ثبت فشلها كرادع، فضلاً عن عدم إمكانية تصحيح الخطأ إذا ما تبين بعد تنفيذ العقوبة.
«شلبى»: قيادة الأمة العربية أمر لا يحتاج تأصيلاً.. ويجب الفصل بين العمل الحقوقى والسياسى
وما خطورة الخلط بين العمل السياسى والنشاط الحقوقى؟
– لا يمكن إنكار أن الدوافع السياسية كانت محركاً أساسياً لنشأة وبزوغ حركة حقوق الإنسان فى مصر والمنطقة العربية، بل وفى العالم أجمع، لكن رغم أن حقوق الإنسان لا تنشط بمعزل عن السياسة والتنمية والثقافة، فإن التجارب جميعها تؤكد أهمية الفصل بين الحقوقى والسياسى، وأن الخلط بينهما يضر بالدرجة الأولى بالضحايا وذويهم على نقيض هدف الحقوقيين، المتمثل فى إنقاذ وإنصاف الضحايا ومنع تكرار الانتهاكات، وتسييس حقوق الإنسان لا يقل كارثية عن تسييس الدين الذى يضر بالسياسة.
كيف ترى مستقبل المجتمع المدنى المصرى؟
– أنا شديد التفاؤل، لأن لدىّ كل الإشارات على تحسن الأوضاع، ونتمنى أن يتواصل هذا التحسن بوتيرة أسرع، لأن اعتبارات الوقت مهمة، وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، تجاوبت سلطات الدولة الثلاث بشكل إيجابى للمرة الأولى ربما مع أطروحات المنظمة العربية لحقوق الإنسان للتحديث التشريعى، وانخرطت فى حوار مثمر نبنى عليه خلال الأسابيع المقبلة جولات حوار جديدة، واسمح لى أن أثمن فى هذا الصدد موقف السيد المستشار نبيل صادق، النائب العام، وشاركت كل من وزارة الخارجية ولجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب فى الاحتفاء بأعضاء الجمعية العمومية العاشرة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، وأعضاء الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، وهذا مؤشر إيجابى.
وما أهمية تسلم مصر رئاسة الشبكة العربية؟
– الإقرار بقيادة مصر للأمة العربية أمر لا يحتاج لتأصيل، لكنه أيضاً لا ينتج من فراغ، فالمجلس القومى لحقوق الإنسان فى مصر ومنذ تأسيسه أثبت استقلاليته وريادته العربية والأفريقية، وأثبت فى مرحلة ما بعد 30 يونيو 2013 قدرة غير عادية على التعامل بدقة فى بحر متلاطم بموجب الالتباسات والانحيازات والانطباعات غير السليمة، ويشكل الإجماع على عقد اجتماع الشبكة السنوى فى مصر إقراراً بدور مصر واعترافاً بمكانة المجلس المصرى ودوره الملهم عربياً، إضافة إلى التقدير لمكانة الأستاذ الكبير محمد فايق، باعتباره الأب المؤسس لكل روافد حركة حقوق الإنسان عربياً.
***
للاطلاع على المقالة بموقع جريدة الوطن الالكتروني من خلال الرابط التالي: